نيويورك تايمز: في الشرق الأوسط الديمقراطية والإسلام السياسي "لا يتجانسان"
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه من المؤلم رؤية العملية الديمقراطية في مصر تتوقف بعد قليل من الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في عام 2011.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال الفترة التي تولى فيها الإخوان زمام السلطة ركزت الجماعة على تعزيز قوتها، من خلال تعيين أعضائها في الناصب والمراكز المهمة في البلاد.
وأضافت إن الجيش هو جوهر جهاز الدولة البيروقراطي في مصر. لكن الجيش، وعلى الرغم من أنه كان دائما لاعبا سياسيا رئيسيا، لكنه لم يتدخل في السياسة إلا إذا اضطر لذلك.
ومثلما دفع الجيش مبارك في عام 2011 إلى التخلي عن منصبه، اضطر للخروج على مرسي عندما توقفت الحياة في مصر وبدت تخرج عن السيطرة ليس فقط في المرافق الأساسية ولكن أيضا بالنسبة للحدود، ولا سيما مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وفشل الدبلوماسية بشأن خطط إثيوبيا لبناء سد جديد على نهر النيل.
وأشارت إلى أن جماعة الإخوان استعدت كل أزرع الدولة، وبالنظر لفترة حكم مرسي نجد أنه في الشرق الأوسط الديمقراطية والإسلام السياسي "لا يختلطان."
إنهم لا يختلطان ليس فقط من حيث نظرية - الأمة (أو جماعة المؤمنين) في مقابل الدولة القومية الحديثة؛ بل الطائفة مقابل المواطن؛ الأخلاق الإسلامية مقابل الحريات الفردية - ولكن أيضا لأن الإسلام السياسي الذي يعطي الغطاء السياسي لكل هذا، غير ديمقراطي في المجتمع العربي.
وفجر الجهاديون خطوط أنابيب تصدير الغاز في شبه جزيرة سيناء بحصانة نسبية تحت حكم مرسي. وعندما ذهب المتشددون إلى حد اختطاف الأفراد العسكريين، أعرب مرسي عن قلقه لكل من الخاطفين والمختطفين.
النساء اللواتي لم يرتدين الحجاب يتعرضن للتمييز والتحرش الجنسي - ناهيك عن قص شعر من لا يرتدين الحجاب في وسائل النقل العام والمدرسة. إضافة إلى أنه في البرلمان، ركز النواب الإسلاميون على قضايا من قبيل تقنين ختان الإناث وحظر تدريس اللغات الأجنبية في المدارس الحكومية.
كذلك مؤتمر التضامن مع شعب سوريا الذي حضره مرسي في 15 يونيو بدا وكأنه تجمع على غرار الفاشية الموالية لمرسي وانتقل بسرعة إلى خطاب كراهية ضد النظام العلوي الذي يتبع له الرئيس بشار الأسد. وهناك عدد من دعاة الوهابيين مثل محمد حسان ومحمد عبد المقصود، الذين اعترضوا في وقت سابق من تقارب مرسي مع إيران شنوا هجوما ضد الشيعة ورغم أن مرسي ربما لم يكن مسئولا بشكل مباشر، لكنه لم يفعل شيئا لمنع ذلك.
وفي يوم 23 يونيو، حدثت مذبحة على غرار هذا الخطاب عندما تم سحل القيادي الشيعي حسن شحاتة، في الشوارع بقرية بمحافظة القاهرة، ثم قتل إلى جنب ثلاثة من أتباعه.