غراب البين يكتب: حكاية البنت أم عضلات والولد اللى بيحط ميكب
بينما كنت مسترخيا فوق جزع الشجرة المتواجدة أمام مقهى الحاج مصطفى الضوى بأحد ضواحى الجيزة وحيث كنت منكمشا بين ريش أجنحتى وكافى خيرى شرى وناوى أريح جتتى ساعتين بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله وإذا بى أسمع حوار لشابان يأتى صوتهما من المقهى أسفل الشجرة
أحدهما يقول للآخر: هل شاهدت البنت اللى اسمها "ياسمين" بتاعت الحديد وكمال الأجسام؟
فرد عليه قائلا: أيوه يا سيدى شفتها وبنتى الصغيرة بتقولى أنا عايزه ألعب حديد وأعمل عضلات زى ياسمين.. وكأن اللى بتعمله ياسمين دا إنجاز.. مع إنها لم تمارس كمال الأجسام كلعبة رياضية ولم تشترك فى أى بطولات.. هى فقط عايزه تربى عضلات مثل الرجال.. يعنى بتتبع نظام خالف تُعرف
فقال له الأول: وطبعا شفت الواد " الميكب أرتست" اللى إسمه عمر.. اللى بيعمل ميكب لنفسه زى البنات وبيطلع فى فيديوهات متمكيج زى البنات ليُعلمهن كيف يضعن الميكب لأنفسهن
فقال له الآخر: أيوه ياسيدى انا فى الأول أفتكرته بنت.. الواد مُزه خالص مالص.. حتى صوته زى صوت البنات
وهنا لم أستطع أن أكمل سماع الحوار فنفشت ريشى ووقفت على قدمى ورفرفت بأجنحتى وأخذت أنعق "قاق قاق" فراح الإثنان ومعهما باقى زبائن المقهى ينظرون إلى أعلى ويهشوننى ويقولون لى فى صوت واحد: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر
فأسرعت طائرا قبل أن يحدفوننى بالطوب ولسان حالى يقول: بقى أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين؟.. دا انتم بقيتم مشغولين باللى بتتشبه بالرجال واللى بيتشبه بالإناث وكأن البلد مافيهاش أى مشكلة وكأن الحروب اللى بيعانى منها العالم من حولكم هى حروب بين العصافير والغربان وليست بين بنى آدمين مثلكم تماما
يا ناس دا العالم بيتغير من حولكم بينما انتم مشغولون بالتفاهات.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم لا يشغلهم إلا التفاهات والخزعبلات!