رئيس التحرير
عصام كامل

«قانون قيصر» يهدد مشروع تشغيل خط الغاز العربي.. والبنك الدولي يؤجل التمويل

خط الغاز
خط الغاز

يوما تلو الآخر يجد الأشقاء في لبنان أن حلم إعادة تشغيل خط الغاز العربي ووصول الإمدادات إليهم أمر صعب المنال، فكلما ظهرت حلول لمشكلة في الاتفاقات الجديدة تظهر مشاكل أخرى تمثل صخرة يتحطم عليها ذلك الحلم ويحتاج إلى مزيد من المناقشات والوقت الزمني للوصول إلى حلول له، وكان آخرها تسديد الأشقاء في لبنان فواتير الصراع السياسي في سوريا دون أي ذنب لهم.

إمدادات الغاز

مرات عديدة جرى الإعلان فيها الإعلان عن بدء عودة إمدادات الغاز إلى لبنان، غير أنها كلها لم يكتب لأحدها التنفيذ، ما يكشف عن مشكلة جديدة تمنع تحقيق المشروع وصعوبة وصول إمدادات الغاز الطبيعي إلى لبنان عبر خط الغاز العربي، رغم ما أعلنت عنه القاهرة من دعم واضح وصريح في ذلك الأمر واستضافة وزير البترول المصرى المهندس طارق الملا نظيره في لبنان لتنسيق عودة  ضخ الغاز في الخط خلال الفترة الماضية.

الاتفاقية الجديدة لتوريد الغاز المصرى إلى لبنان، أكدت مصادرنا أن توافقا تم على معظم بنودها، وتم العمل على الانتهاء من الإجراءات اللازمة لبدء تصدير الغاز إلى لبنان الشقيق، بينما توقف الأمر فجأة على صخرة قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية كنوع من العقوبات على النظام السوري، لاسيما أن فكرة إعادة الغاز إلى لبنان هي أمر بيد البنك الدولى لتأمين التمويل اللازم للأشقاء في بيروت.

وكشفت المصادر أنه حتى اليوم لم يصدر قرار نهائي حول إتمام عملية التمويل بسبب الخوف مما يجري على الأرض السورية من أحداث إلى جانب استمرار الولايات المتحدة في تطبيق العقوبات على سوريا، كما أن ما أقرته الإدارة الأمريكية قبل أيام قليلة من استثناءات لبعض القطاعات في الأراضي السورية كان بعيدا عن مناطق مسار الغاز العربي، بل إنها مساحات من الأرض السورية تخص مناطق يسيطر عليها الكرد والمعارضة، وبذلك لن تكون هناك أي فائدة منها لصالح مشروع إعادة ضخ الغاز إلى لبنان عبر خط الغاز العربي، وبما يزيد من عملية توقف المشروع خلال الفترة الحالية.

تذليل العقبات

تذليل العقبات من الجانب المصري والحرص على إتمام التعاقد ظهر جليا خلال مباحثات وزير الطاقة في لبنان وليد فياض مؤخرا مع وزير البترول المصرى المهندس طارق الملا، حيث أطلع الأخير نظيره في لبنان على اهتمام الرئيس السيسي وتوجيهاته بسرعة إتمام الاتفاق ودعم الأشقاء في لبنان، ووضع البعد الإنساني بشكل كبير في الاتفاق والتعاقد المالي الجديد، وهو ما لمسه فياض بنفسه من تسهيل الإجراءات من الجانب المصري ما دفعه لتوجيه عبارات شكر للرئيس السيسي في تصريحات رسمية على موقفه الداعم لمشروع ضخ الغاز إلى لبنان.

غير أن الأمر ليس بيد القاهرة وحدها، لاسيما أن الحظ العربي محكوم بمسارات عديدة في دول عربية أخرى من بينها سوريا التي تواجه مشاكل وتحديات من شأنها أن تمنع فكرة إتمام الاتفاق وإعادة إمدادات الغاز إلى لبنان بعد سنوات طويلة من توقف خط الغاز العربي عن العمل.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية