ماذا تطلب حكومة تل أبيب من بايدن خلال زيارته لإسرائيل؟
زيارة رمزية مرتقبة من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل يستعد الإسرائيليون ويخططون لها باعتبارها فرصة للحصول على مطالب جديدة من الإدارة الأمريكية، فما هى المطالب هذه المرة.
السعودية
على رأس تلك المطالب تأتي توسيع دائرة التطبيع مع الدول العربية وخاصة أن جولة بايدن تشمل زيارة إلى المملكة العربية السعودية، والسيناريو المتفائل السائد حاليا في تل أبيب يتمثل في زيارة "رمزية"، يتفق بعدها مع السعوديين على زيادة إنتاج النفط، بجانب التقدم نحو التطبيع مع إسرائيل، لكن المشكلة التي تواجه الإسرائيليين والأمريكيين أنه بين هذا السيناريو المتفائل والواقع المعقد، فإن هناك الشرق الأوسط ومشاكله العديدة.
وبحسب تقارير عبري فإن زيارة بايدن لإسرائيل تم التخطيط لها كي تكون بمثابة احتفال للضيف والمضيفين على حد سواء، فقد توقعت حكومة بينيت-لابيد، وهي المضيفة، أن تحظى باحتضان رئاسي، خاصة أن الأجواء السائدة في واشنطن تشير إلى أن خلفاء بنيامين نتنياهو يوصفون بأنهم مؤسسو التحالف الأكثر تنوعا في تاريخ إسرائيل، باعتبارها إدارة براجماتية، ورد فعل على الشعبوية القومية التي أشاعها رئيس الحكومة السابق.
عقبة الزيارة
وأضافت أن العقبة المفاجئة أمام إتمام زيارة بايدن وفق ما كان مخططا لها، لا أن تكون رمزية شكلية فقط، تمثلت بسلسلة الانسحابات المتلاحقة من الائتلاف الحكومي، ما أثار مزيدا من الرمادية والضبابية حول مستقبل الحكومة برمتها، والأمريكان باتوا يتداولون فرضية أن فرص بقاء التحالف الحكومي الإسرائيلي ليست عالية، وأصبحت الدائرة الضيقة المحيطة ببايدن في حالة من التشكك، لأنهم معتادون على استبدال رئيس كل أربع سنوات، ويجدون صعوبة في استيعاب معنى تغير النظام السياسي الإسرائيلي كل عدة أشهر، أو أسابيع، أو ساعات في بعض الأحيان".
ويقول الإعلام العبري أيضًا رغم كل ذلك، فإن لواشنطن مصلحة في الزيارة، ولعلها إشارة بأن مفاوضاتها مع إيران ليست خيانة لحليف وثيق، وقد تم تصميم الزيارة كي تحمل مزيدا من الرموز التي توضح التزام بايدن الشخصي تجاه إسرائيل.
وتأتي زيارة بايدن مع تدهور الوضع الأمني في إسرائيل مؤخرا بسبب الهجمات الفدائية الفلسطينية، ويظهر التحالف الحكومي في حالة من التفكك، والإدارة الأمريكية لا تحب وضع عدم اليقين، فضلا عن ما سببه قتل الاحتلال للصحفية شيرين أبو عاقلة، وسلوكه الوحشي ضد جنازتها، من إلحاق ضرر كبير بصورة الحكومة الإسرائيلية بين الديمقراطيين الأمريكيين، صحيح أن الزيارة ما زالت حتى كتابة هذه السطور سارية المفعول، لكن لن يفاجأ أحد في إسرائيل بـ تأجيلها في اللحظات الأخيرة.
والذي تيردد في إسرائيل هو السيناريو المتفائل من زيارة بايدن أن تكون متعاطفة ورمزية، ثم سيتفق مع السعوديين على زيادة إنتاج الطاقة، مقابل حصولهم على التزام أمريكي متجدد بأمنهم، وفي نفس الوقت يبدأون التحرك علنًا، وإن كان متواضعًا، نحو التطبيع مع إسرائيل، لكن المشكلة الإسرائيلية أنها تتعامل مع الشرق الأوسط، حيث إن المفاجأة تكون فقط عندما لا تكون هناك مفاجأة، ما قد يربك أجندة الزيارة كلها، إن حصلت فعلا.