فريدة النقاش: الدعوة للحوار تأخرت.. ومصر تعاني من ركود سياسي منذ زمن (حوار)
إعادة الروح للحياة السياسية أولى ثمار التخلى عن الصوت الواحد
نتائج الحوارات فى الماضى كانت تتبخر فى الهواء ولا تلقى أي متابعة
الحياة السياسية فى مصر ميتة وراكدة ولا بد من البحث عن الأسباب
ولا بد من آلية للمتابعة وليس إصدار توصيات فقط مثلما فعلنا قبل ذلك
نجاح الحوار الوطنى يتوقف على جدية المشاركين فيه وجدول الأعمال المتفق عليه
المصريون يشعرون أنه لا توجد حياة سياسية على الإطلاق
"فيتو" تستبق عقد الحوار الوطني المزمع عقده قريبًا بحوارات مع شخصيات سياسية بارزة لمناقشة أسباب وآليات ومحددات وإستراتيجيات هذا الحوار، وضمانات نجاحه، والخروج بنتائج إيجابية يتم البناء عليها للمستقبل القريب، والخروج من الأنفاق الضيقة إلى آفاق أرحب تستوعب الجميع.
وفى هذه الحلقة الرابعة من سلسلة حوارات "فيتو" كشفت عضو مجلس الشيوخ الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، عن أهم الأمور المطلوبة من الحوار الوطنى المقبل، لافتة إلى أن الحياة السياسية ميتة وراكدة، ولابد أن يتم البحث عن سبب هذا الأمر.
النقاش" شددت في حوار مع “فيتو” على أن نجاح الحوار الوطنى يتوقف على مدى جدية المشاركين فيه وجدول الأعمال المتفقين عليه.
وعن أهم الملفات قالت النقاش: إن هناك ملفات كثيرة، منها الملف الاقتصادى وأوضاع الناس، وملف الأجور والاستثمار وغيره من الملفات المهمة على الساحة، وإلى نص الحوار:
*كيف ترين الدعوة للحوار الوطنى فى هذا التوقيت؟
أرى أن الدعوة للحوار الوطنى فى الوقت الحالى جاءت متأخرة للغاية، خاصة أن مصر فيها منذ زمن حالة ركود سياسى، وكانت فى حاجة لمثل هذا الأمر منذ فترة، وليس الآن.
لكنى أخشى أن تسير الأشياء بعد انتهاء الحوار بشكل روتينى، وألا تفعل شيئا، خاصة أن بلدا كبيرا مثل مصر لا بد أن يكون هناك حوار فى المجتمع، وحياة سياسية.
*ماذا عن وجود الأحزاب السياسية فى الحوار الوطنى؟
مصر فيها أحزاب، لكن لا توجد حياة سياسية، وأرى أن الحوار منذ الجلسة الأولى له ستتضح الرؤية فيما إذا كان حوارا جديا أم حوارا لمواجهة الفراغ السياسى المتواجد فى الوقت الحالى ومنذ فترة أيضًا.
*ما هى أسباب الدعوة للحوار الوطنى فى هذا الوقت من وجهة نظرك؟
ركود الحياة السياسية، هو سبب الدعوة لمثل هذا الحوار رغم أن مصر بها اتجاهات سياسية وخبرة حزبية قديمة للغاية، لكن هناك ركودا شاملا فى الحياة السياسية.
*وماذا عن الحياة السياسية؟
المصريون يشعرون أنه لا توجد حياة سياسية على الإطلاق والحوار الوطنى هو فتح علاقة بين السلطة والجماهير، والأحزاب لها دور رئيسي نظرا لكونها المكون الأساسى فى الحياة السياسية المصرية.
*برؤيتك.. ما هى الآليات المنشودة لإنجاح الحوار الوطنى؟
من المفترض أن لدينا تجارب كثيرة فى الماضى سابقة فى الحوار، ولكن كانت هناك مشكلة أساسية أن كل نتائج الحوار فى الماضى تتبخر فى الهواء، ولا تحدث أي متابعة لها بعد انتهاء الحوار.
*ما هى عناصر نجاح هذا الحوار الوطنى؟
أرى أن من أهم العناصر التى تؤدى إلى نجاح هذا الحوار الوطنى هو أن يضع المشاركون فى هذا الحوار آليات لتنفيذ كل ما يتوصلون إليه من مناقشات.
*ومن يتابع تنفيذ هذه الآليات بعد انتهاء الحوار الوطنى؟
مصر زاخرة بكفاءات كبيرة تستطيع أن تشرف عليه وتتابعه بعد ذلك كفاءات من الشخصيات العامة والدبلوماسيين والسياسيين، ولكن المهم أن تكون هناك متابعة بعد ذلك، خاصة أننا نقوم بإنجاز أمور وننساها بعد ذلك ولا نبني عليها.
*بتصورك.. هل ينجح الحوار الوطنى؟
نجاح الحوار الوطنى يتوقف على جدية المشاركين فى الحوار أنفسهم وجدول الأعمال المتفق عليه، ونحتاج لآلية لمتابعة نتائج الحوار بعد ذلك، وحس عملى لوضع جدول الأعمال للوضع المصرى.
*ما أهم الأهداف المنشودة من الحوار الوطنى؟
مصر لا يوجد بها حياة سياسية، مصر بها أحزاب وحكومة، ولكن الحياة السياسية ميتة وراكدة لأسباب ومبررات مفهومة، ولابد أن نبحث عن الأسباب الأساسية التى أدت إلى ركود الحياة السياسية وهى نقطة مهمة سوف تفتح الباب لكل القضايا.
*ما هى الملفات التى يجب أن يتضمنها الحوار من وجهة نظرك؟
ملفات عديدة لا بد أن يشملها الحوار الوطنى منها الملف الاقتصادى وأوضاع الناس وملف الأجور والاستثمار كلها قضايا لا بد أن تكون موضوعا للنقاش فى الحوار الوطنى، ولا بد من أشياء محددة نظرا لكونه حوارا له أهداف محددة، وأيضًا الغلاء والأسعار لا بد أن يتضمن الحوار كل هذه الأمور الهامة.
*وماذا عن المشاركين فى الحوار الوطنى؟
كل القوى الفاعلة فى الحياة السياسية لا بد أن تشارك فى الحوار الوطنى، ولا بد أيضًا أن يكون هناك آلية للمتابعة وليس إصدار توصيات فقط، وينتهى الأمر هكذا مثلما فعلنا قبل ذلك.
*هل ينجح الحوار الوطنى؟
هذا الأمر يرجع إلى نتائج الجلسة والدورة التى ستتم، وسوف يتضح مدى جدية المشاركين والتوصيات التى سيصدرونها، ومدى احتياجات الوطن لمثل هذه التوصيات.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…