موقف الدين من احتكار السلع وغلاء الأسعار
أصبح ارتفاع الأسعار ظاهرة تهدد المجتمع خاصة أنها في تصاعد مستمر مما أدى الى معاناة أغلب فئات الشعب المصرى وهناك تساؤل حول الحكم الشرعى فيمن يطبق سياسة غلاء الأسعار دون مراعاة لحوائج الناس ؟
وأجاب الدكتور عبد الفتاح عاشور أستاذ التفسير وعلوم القرآن السابق بجامعة الأزهر فقال:
ان الإسلام يحث على عدم الاحتكار الذى يؤدى الى زيادة الأسعار وهناك احاديث كثيرة في هذا الشأن منها ما روى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله ن وبرئ الله منه، وأيما أهل عرفة ـ أي أهل ساحة ـ اصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى.
المحتكر ملعون
وعن عمر ابن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون ـ اى مطرود من رحمة الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من احتكر طعاما فهو خاطئ ـ أي مذنب ).هذا الى جانب الكثير من الاحاديث التي تحث على عدم الاحتكار والبيع الحلال،
ظاهرة جشع التجار
وأضاف الشيخ عاشور: ان القضاء على ظاهرة جشع التجار وغلاء الاسعار لا يتأتى بالوعظ فقط إنما يحتاج الى تطبيق القانون الذى يحرم جشع التجار والاحتكار الذى يؤدى الى رفع الأسعار بالإضافة الى ضرورة التربية الايمانية للافراد والمجتمعات التي تقوم على تقوى الله والخوف من عقابة والرغبة في الثواب، وهذه مسألة لا تأتى بين عشية وضحاها، بل انها تحتاج الى نظام تربوى يتولى امر الناس منذ نعومة اظفارهم ويتواكب مع أيام حياتهم، ويحوط هذا الاطار نظام سياسى واقتصادى واجتماعى وتعليمى ينبثق من هدى الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأكد الشيخ عاشور أهمية الروابط الاجتماعية في المجتمع بأن لا يستغل الفرد أخيه ولا ينتهز الفرص فيهم ويجتنب ظلمهم وحزنهم وسلب حقوقهم واموالهم عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعظم الاعمال سرور تدخله على مسلم، كسوت عورته، او اشبعت جوعه، او قضيت له حاجته ).. ومن هنا يجب على كل افراد المجتمع اتباع تعاليم الإسلام وتحريم استغلال حاجات الناس بغلاء الاسعار رغبة في ثواب الله عز وجل ورضاه.