تواجه الأفكار الجماعية القاتلة.. قصة الرواية الفائزة بجائزة «البوكر العربية 2022»
فاز الكاتب الليبي محمد النعاس، قبل قليل، بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر العربية" في دورتها الـ15، وذلك عن روايته المعنونه بـ "خبز على طاولة الخال ميلاد".
رواية خبز على طاولة الخال ميلاد
وتعد رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" احد أبرز الإبداعات الادبية الفريدة من نوعها التي تم صدورها هذا العام، وتقع أحداثها في ليبيا لتحاكي مجتمع القرية المنغلق، يبحث "ميلاد" عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلًا بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية “زينب” ويعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصّ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت.
فيما يظل ميلاد مُغَيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه ما يحدث حوله، وتعيد هذه الرواية مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم “الجندر”، وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة.
محمد النعّاس
يشار إلى أن محمد النعّاس قاص وكاتب صحفي ليبي من مواليد عام 1991،حصل على بكالورويس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس عام 2014، وصدر له "دم أزرق" (مجموعة قصصية) في عام 2020. "خبز على طاولة الخال ميلاد" (2021) هي روايته الأولى وكتبها في ستة أشهر أثناء فترة الحجر الصحي، عندما كان مقيمًا في مدينة طرابلس الليبية تحت القصف وأخبار الموت عن المرض والحرب.. وو كانت كتابة الرواية "حصنه من الدخول إلى مرحلة الجنون" على حد تعبيره.
و يُعتبر النعّاس، صاحب الـ31 عامًا، ثاني أصغر كاتب فاز بالجائزة في تاريخها وأول كاتب ليبي.
صدرت "خبز على طاولة الخال ميلاد" بدعم من مؤسسة آريتي الليبية.
خبز على طاولة الخال
و اختيرت رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" من قبل لجنة التحكيم باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر بين 1 يوليو 2020 و30 يونيو 2021، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الإمارات (لأول مرة)، عُمان، ليبيا، الكويت، مصر، والمغرب، حيث كان الكتّاب الذين ترشحوا للقائمة القصيرة، طارق إمام، وبشرى خلفان، وريم الكمالي، وخالد النصرالله، ومحمد النعّاس، ومحسن الوكيلي. وتلقى المرشحون الستة جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أميركي.
وجرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت، الذي فاز بالجائزة عام 2015 عن روايته "الطلياني"، وعضوية كل من إيمان حميدان، كاتبة لبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادي القلم العالمي؛ وبيان ريحانوفا، أكاديمية ومترجمة بلغارية؛ وعاشور الطويبي، طبيب شاعر ومترجم من ليبيا؛ وسعدية مفرح شاعرة وناقدة من الكويت.