رئيس التحرير
عصام كامل

هل تتوقف خطط الناتو لضم السويد وفنلندا للحلف بسبب تركيا؟

بلينكن
بلينكن

قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، إن هناك مخاوف من أن يعلق حلف شمال الأطلسي ”الناتو“ خططه لضم السويد وفنلندا، بسبب معارضة تركيا، ثاني أكبر قوة عسكرية في الحلف.

ولفتت المجلة في تقرير لها نشرته السبت، إلى تصريحات سابقة لرئيس ”الناتو“، ينس ستولتنبرج، قال فيها إن ”فنلندا والسويد ستكونان موضع ترحيب حار، قبل أن يكشف الأسبوع الجاري، بأن اعتراضات تركيا قد تخرج خطة الحلف الطموحة عن مسارها لمعالجة طلبات البلدين الإسكندنافيين في غضون عدة أسابيع“.

اعتراض ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو 

وقال ستولتنبرج للصحفيين: ”إننا نتعامل مع المخاوف التي أعربت عنها تركيا؛ لأنه عندما يثير حليف مهم مثل تركيا مخاوف أمنية، ويثير قضايا، فإن الطريقة الوحيدة بالطبع للتعامل مع ذلك هي الجلوس وإيجاد أرضية مشتركة“.

وأطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن نبرة متفائلة، عندما سئل الأسبوع الجاري عن مخاوف تركيا، فقال: ”لن أذهب إلى تركيا، لكنني أعتقد أننا سنكون على ما يرام“.

وقالت المجلة في تقريرها: ”لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تركيا تعارض بشكل قاطع انضمام السويد وفنلندا إلى (الناتو)“.

وبحسب تقارير، أشار مسؤولون أتراك إلى أن أنقرة منفتحة على القضية في انتظار تنازلات غربية كبيرة، لكنهم أوضحوا أنه قد يكون هناك تنافر بين رسائل الدبلوماسيين الأتراك وموقف أردوغان النهائي. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت فنلندا والسويد على استعداد لتقديم تنازلات كافية لإرضاء أنقرة“.

وفي تقرير الأسبوع الجاري، أشارت صحيفة ”واشنطن بوست“ إلى أن ”أي تحرك يمكن تفسيره على أنه تملق لأردوغان، قد لا يحظى بشعبية لدى الناخبين السويديين“.

ورأت المجلة أنه من ”غير المرجح أن يمر هذا النوع من الاسترضاء بشكل جيد، في وقت ينغمس فيه حلف الناتو باستمرار في مواجهة عالمية بين الديمقراطية والحكم الاستبدادي، والتي أطلقها الغزو الروسي لأوكرانيا“.

وقال عضو الكونجرس الأمريكي السابق ويل هيرد على تويتر: ”إذا تمكنت دولة استبدادية مثل تركيا من منع الديمقراطيات مثل السويد وفنلندا من الانضمام إلى الناتو، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في متطلبات عضويتنا“.

وقالت المجلة في تقريرها: ”ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك. قد تحاول قيادة الناتو والحكومات الغربية الضغط على أنقرة للتراجع… ويمكن لبايدن أن يوقف صفقة تصدير طائرات F-16 مع تركيا والتي طلب من الكونغرس الموافقة عليها في السابق… ويتمثل الإجراء العقابي الأكثر خطورة في الحد من مشاركة تركيا في التدريبات المشتركة لحلف الناتو والتخطيط للعمليات المشتركة الأخرى“.

وأضافت: ”لكن هذه التحركات يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، إذ إن أردوغان قد يختار المواجهة بدلًا من التراجع، كما فعل ردا على العقوبات الغربية بعد قراره العام 2017 باستيراد نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400“.

وحذرت المجلة من أن التداعيات التي تلي ذلك لن تؤدي إلى نسف عملية انضمام فنلندا والسويد لـ ”الناتو“ فحسب، بل إنها قد تتسبب فيي إحداث شرخ دائم في تضامن الحلف“.

وقالت: ”لا توجد آلية ثابتة لطرد عضو في الناتو، وليس من المحتمل أن يختار أردوغان المغادرة بمفرده، لكن تركيا المتضررة يمكن أن تضعف التحالف من الداخل لعقود قادمة“.

وختمت المجلة بالقول: ”لقد قدم كبار المسؤولين في الناتو عملية توسيع الحلف على أنها نتيجة سريعة من شأنها أن تقوي الناتو بشكل كبير في وقت تتصاعد فيه التوترات في أوروبا.. ما ينشأ بدلا من ذلك عملية مشحونة وطويلة لها عواقب وخيمة محتملة على تماسك الناتو على المدى الطويل“.

الجريدة الرسمية