رئيس التحرير
عصام كامل

بـ"الجزمة.. يا ولاد "الكلب"!


العنوان صادم.. منفر.. مستقذر.. مستقبح.. مستهجن.. ولكنه كاشف بوضوح شديد وجلاء تام عن مرحلة "المستنقع"، الذى نعيش فيه.. ويكفى القارئ علما أن الألفاظ الواردة فى العنوان جاءت على لسان برلمانى سابق، كانت مهمته "التشريع"..

يأتى ذلك بالتزامن مع زيادة الجرعة "الدينية"، ووصول التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم.. فقد انتشرت الألفاظ "السوقية" والمفردات "الشاذة"، والعبارات "المستقذرة"، على لسان مَنْ يدعون أنهم يتحدثون باسم الشعب.. ويحمون الفضيلة، ويحرسون الأخلاق الفاضلة.
أصحاب الصوت العالى حجتهم ضعيفة.. هكذا تعلمنا.. واللسان السليط لا يمكن أن ينتج عسلا.. هكذا تربينا على "طبلية" المبادئ التى كنا نتجمع حولها دائما.. ولكن يبدو أن البعض لم يتعلم، ولم يترب على ذلك.. بدليل أن النائب السابق بمجلس الشعب المنحل محمد العمدة، شن هجومًا "سافلا" على من أسماهم "المرتزقة" قاصدا جبهة الإنقاذ الوطنية.
فعلى قناة "الحافظ"، لا حفظها الله، وفى برنامج "فى الميزان"، انتفخت أوداج العمدة واحمرّ وجهه، واتسعت حدقتاه وهو يقول: "الأيام الجاية الإعلام هيمشى على مبادئ الشعب "غصب عن عين أمه".. و"الكلاب" لازم تخش جحورها.. وخلى أى ابن "كلب" ييجى عند أى مؤسسة، احنا اللى هنحكم بلدنا مش هيحكمها لا وحيد ولا حمدين ولا أى كلب من الكلاب اللى عاوزة تسقط الدولة".
بينما قال المحامى نبيه الوحش: "ولا سلاح ولا حاجة.. هيتعلموا الأدب بـ"المركوب".. المحترم هنشيل جزمته، اللى مش محترم هنضربه بالجزمة وبالصرمة القديمة"!
هذه بعض العبارات التى وردت على الهواء مباشرة، وعلى لسان "برلمانى" وآخر "محامى"، والاثنان يعرفان الألفاظ التى يعاقب عليها القانون.. إن لم يكن بحكم تربيتهما فبحكم عملهما..؟!
القارئ الذكى الفطن ليس بحاجة إلى أن أذكره بمن هو "محمد العمدة"، وكيف انتقل بين عشية وضحاها من كفالة الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى، إلى كفالة جماعة الإخوان المسلمين.. مسبحا بحمدها.. مكبرا لإنجازاتها وسياستها.. مهللا لقراراتها القمعية.. وكله بالصوت والضوء والصورة على عينك يا تاجر.. ونفس الحال، ولكن بصورة أقل فجاجة بالنسبة للمحامى نبيه الوحش، الذى كان يتخذ من الفنانات والراقصات وسيلة للشهرة، والظهور فى وسائل الإعلام من أجل حفنة من الجنيهات..
للأسف الشديد هذه الألفاظ "الأبيحة"، لم تعد تأتى على لسان قليلى الأدب، ومنعدمى التربية فقط.. بل أصبحت ضمن مفردات قاموس "المجارى" الذى يلجأ إليه بعض الساسة والدعاة والقانونيون لتشويه الآخرين، لمجرد أن تجرأوا وكشفوا زيفهم وأظهروهم على حقيقتهم التى يحاولون إخفاءها عن أعين الناس..
أما آن الآوان لنقوم بـ"ثورة أخلاقية"؟!

الجريدة الرسمية