سمير صبري.. المذيع الذي عاد برنامجه بقرار جمهوري وعُزل وزير بسببه
في مجلد أصدرته مؤسسة الأهرام بعنوان (رموز) نشر حوارًا مع الفنان سمير صبرى الذى رحل عن عالمنا أمس الجمعة، وقد تحدث الراحل سمير صبرى عن برنامجه النادي الدولي وكيف ألغاه الوزير عبد المنعم الصاوى وكيف أعاده الرئيس السادات فى سابقة فريدة بقرار جمهوري.
قال سمير صبرى: لأنى أقيم مع عبد الحليم حافظ في عمارة واحدة وتعرفت عن طريقه على الفنانة لبنى عبد العزيز التي قدمتنى في برنامج "ركن الطفل" بالإذاعة وكانوا يعطونى 50 قرشا في الحلقة الواحدة، وتدرجت حتى عملت في البرنامج الأوروبى، ثم عملت برنامج "النادى الدولى" باللغة الإنجليزية.
إنقاذ الموقف
في عام 1965 كان مهرجان الإسكندرية للتليفزيون واختارونى مرافقًا للأجانب وكنت وقتئذ طالبًا في كلية الآداب، وفى حفل افتتاح المهرجان قدمت المذيعة ليلى رستم الضيوفَ الأجانب من النجوم ونسيت أن تذكر النجوم المصريين، وكنت أنا مرافقًا للنجم العالمى روجر مور، وطلب المسئولون مذيعًا يقدم النجوم المصريين فتقدمت على الفور وكان الحفل مذاعًا على الهواء وقدمت نجومنا بنجاح، وقلت يا ترى لو سعاد حسنى التقت بالنجم روجر مور ماذا سيحدث، فقامت سعاد حسنى وسلمت على روجر مور فقام بتقبيلها على المسرح وصفق الناس.
لقاء الدكتور حاتم
وأضاف الراحل سمير صبرى: في صباح اليوم التالى وأثناء وجودى بحديقة سان ستيفانو تقدم لى شخص وقال لى أنت اللى قدمت حفل الافتتاح؟ قلت له نعم، فقال تقدر تعمل كده كل ليلة؟ قلت له طبعًا وترك لى رقم تليفونه، وعرفت بعد ذلك أنه الدكتور عبد القادر حاتم.
بدأت أحضر لحفل اليوم التالى وفكرت أقدم روجر مور راكب حصان على المسرح يرقص على غناء مطربنا محمد الكحلاوى ورقص سهير زكى، فقالوا لى بلاش الكحلاوى لأن الرئيس عبد الناصر وأولاده لا يحبوه، فحادثت الدكتور حاتم وكان وزيرًا للإعلام فقال مين الحمار الذى قال هذا اكتشفت بعدها أن عبد الناصر مظلوم وأن هناك خلافات بين رئيس التليفزيون والكحلاوي، وتمت الحفلة بما أريد ونجحت وكتبت الصحافة عنى ونشرت مقالات محمد التابعى وأحمد الصاوى ومحمد حسنين هيكل تمتدحنى.
أرسلنى الدكتور حاتم إلى إيطاليا للدراسة وقال لى حين تعود ستعمل معى، وبعد عام ترك حاتم الوزارة، إلا أنه بعد أن تولى السادات الحكم عاد حاتم إلى وزارة الإعلام، وكنت وقتها أصور فيلم "وبالوالدين إحسانا" ولما شاهده السادات قابلنى في حفلة وقال لى "أنت ولد عاق وأبكيتنى".
يومها قال لى المخرج محمد سالم (عاوزك تعمل معايا برنامج في التليفزيون)، وعملنا النادى الدولى مع سلمى الشماع وفريدة الزمر، واستمر البرنامج عشر سنوات في نجاح دائم.
منع التعامل
وفجأة أصدر عبد المنعم الصاوى وزير الإعلام قرارًا بإيقاف البرنامج لأن الراقصة فيفى عبده قالت في إحدى حلقاته أنا من ميت أبو الكوم بلد السادات وبدأت الصحافة تقول أنى كنت متعمدًا استضافتها والاتفاق معها على هذا القول لإحراج الرئيس ومنع المسئولين في التليفزيون من التعامل معى.
عودة البرنامج
ولأن علاقتى بالسادات وأسرته طيبة عندما علم السادات بالأمر وبخ الصاوى بل عزله من الوزارة، وأبلغتنى رئيس التليفزيون همت مصطفى بوجود قرار في مكتبها موقَّع من الرئيس السادات بعودة برنامج النادى الدولى صدر بعد أسبوع واحد من إيقافه ولم أعلم به لوجودى بلندن.