الإفتاء تحذر من تدخل الأقارب في شئون الزوجين.. وتقدم روشتة لحل المشاكل الأسرية
أكدت دار الإفتاء أن تدخل الأقارب في شئون الزوجين الشخصية يُشكِّل مشكلة حقيقية؛ لأن كلًّا من الزوجين ينحاز لأهله، والخطر أن يصل الأمر إلى أن تتخذ الحماة -أم الزوج أو أم الزوجة- موقف العدو الذي يقف بالمرصاد لزوج ابنتها أو زوجة ابنها، وتتصيد الأخطاء وتستغلها في سبيل تعكير صفو الحياة الزوجية.
وأشارت إلى أن أكثر العلاقات الاجتماعية تأثيرًا على الزوجين هي العلاقة بين أسرَتي الزوج والزوجة، وفي بعض الأحيان تنجم المشاكل الزوجية بسبب التدخل العائلي في شئون الزوجين، أو بسبب سوء الإرشاد العائلي لهما، كأن تستشير الزوجة أمها في مشاكلها الزوجية، أو يستشير الزوج والدته، فيشيران عليهما من خلال تجاربهما الشخصية، وهي ليست ناجحة بالضرورة، فينعكس ذلك بالتأكيد على حياة الزوجين.
ولقد جعل الله عز وجل العلاقة الزوجية أعظم وأسمى علاقة، ووصف الميثاق الزوجي بالميثاق الغليظ، قال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [سورة النساء: 21]، واعتبر أن أعظم الخبائث أن يتدخل متدخل فيكدر ويفسد ما بين الزوجين.
وأضافت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النسل: وهو ما يؤدي بالضرورة إلى حُسن التربية للأجيال القادمة، تحت ظل التعاليم الفاضلة التي يدعو إليها الإسلام.
وأنه نظرًا لأهمية الأسرة في تكوين النظام الاجتماعي ربطها الإسلام بجاذبية الفطرة بين الجنسين؛ حيث أودع في كل طرف رغبة مُلحَّة للطرف الآخر لتحقيق المودة والسكينة التي يبحث عنها كل منهما لدى الآخر، وما ذاك إلَّا لتتجه إلى إقامة الأسرة القوية، وتكوين البيت الصالح الذي يتكوَّن من مجموعهما المجتمع الصالح، قال جل شأنه: ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾، وقال عز من قائل: ﴿وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا﴾.