ألمانيا تسجل أول إصابة بجدري القرود.. وبلجيكا الثانية
سجلت ألمانيا أول إصابة لديها بـ جدري القرود، وأعلنت الخدمة الطبية للجيش الألماني اليوم الجمعة أن معهد الجيش للأحياء الدقيقة في ميونخ رصد بشكل قاطع أمس الخميس تغيرات جلدية مميزة للفيروس لدى مريض.
وعادة ما يسبب فيروس جدري القرود أعراضا خفيفة للغاية، ولكن يمكن أن يكون له أيضا دورات حادة.
وأفادت وكالة الأنباء البلجيكية (بيلجا) باكتشاف ثاني حالة إصابة بفيروس جدري القرود في المملكة.
وذكرت الوكالة، نقلا عن تغريدة نشرها عالم الفيروسات مارك فان رانست عبر حسابه على موقع "تويتر"، أن حالة الإصابة التي تم رصدها في مختبر بمدينة لويفن تعود لرجل من منطقة فلامش برابانت بمقاطعة فلاندرز البلجيكية.
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية إلى أن هناك حاجة لإجراء مزيد من التقييم بشأن احتمال وجود علاقة بين حالتي الإصابة المؤكدتين، حيث أن الرجلين حضرا نفس الحفلة، وقد تم رصد أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود بمدينة أنتويرب أمس الخميس.
وأعلنت وكالة الصحة والرعاية الفلمنكية أنه من المقرر أن تجتمع السلطات الصحية في وقت لاحق اليوم الجمعة لمناقشة النهج الذي يجب اتباعه لمكافحة الفيروس.
ويعتبر جدري القرود هو مرض فيروسي حيواني المنشأ ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات مع أعراض مشابهة لتلك التي شوهدت في الماضي في مرضى الجدري، على الرغم من أنها أقل حدة من الناحية السريرية وذلك حسب ما جاء على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.
الولايات المتحدة سجلت أيضا أول إصابة بجدري القرود بعد إعلان وزارة الصحة في ولاية ماساتشوستس يوم الأربعاء عن إصابة شاب قدم من كندا.
وبعد المملكة المتحدة، أعلنت إسبانيا والبرتغال الأربعاء الماضي أنهما سجلتا إصابات مؤكدة أو يشتبه في أنها جدري القردة.
كذلك أعلنت السلطات الصحية المحلية في منطقة مدريد مساء الأربعاء اكتشاف 23 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة.
20 إصابة بالبرتغال
أما في البرتغال، فهناك "أكثر من 20 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة في منطقة لشبونة (غرب) تم تأكيد خمس منها" وفق ما أعلنت السلطات الصحية في البلاد.
وقالت السلطات الأسترالية يوم الجمعة إنها رصدت حالة عدوى محتملة بمرض جدري القرود وهي لمسافر عاد مؤخرا من أوروبا، وإن فحوصا تجرى حاليا للتأكيد.
وذكرت إدارة الصحة بولاية نيو ساوث ويلز أن رجلا في الأربعينيات من عمره مرض بعد عدة أيام من وصوله إلى سيدني وظهرت عليه أعراض متوافقة سريريا مع جدري القرود.
فيروس نادر
وجدري القرود فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، على الرغم من كونه أخف، وتم رصده لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب إفريقيا في العقد الماضي.
وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
ويمكن أن يصاب الناس بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.
فيروس خطير
من ناحية أخرى أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا خطيرًا مع اكتشاف أربع حالات أخرى من جدري القرود في المملكة المتحدة.
ووفقا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، فإن الحالات الجديدة التي اكتشفت في لندن وشمال شرق إنجلترا، ليس لها صلة معروفة بالإصابات الثلاث السابقة.
وتقول هيئة الصحة العالمية إن الأعراض يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة ويمكن أن تشمل آفات قد تكون شديدة الحكة أو مؤلمة.
وفي الوقت الحالي، أقامت هيئة خدمات الصحة والسلامة المهنية (UKHSA) اتصالا مشتركا مع اثنتين من الحالات الأربع المصابة الأخيرة.
الروابط مع الفيروس
وتحقق الهيئة الصحية الحكومية أيضا في الروابط مع الفيروس.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها: "أي مرض أثناء السفر أو عند العودة من منطقة موبوءة يجب إبلاغ أخصائي الصحة، بما في ذلك معلومات حول تاريخ السفر والتحصين الأخير. ويجب على المقيمين والمسافرين إلى البلدان الموبوءة تجنب الاتصال بالحيوانات المريضة (الميتة أو الحية) التي يمكن أن تؤوي فيروس جدري القردة (القوارض والجرابيات والقرود) ويجب عليهم الامتناع عن أكل أو التعامل مع الطرائد البرية (لحوم الطرائد). ويجب التأكيد على أهمية نظافة اليدين باستخدام الصابون والماء، أو المطهرات التي تحتوي على الكحول وبينما تمت الموافقة مؤخرا على لقاح وعلاج محدد لجدري القرود، في عامي 2019 و2022 على التوالي، فإن هذه الإجراءات المضادة ليست متاحة على نطاق واسع حتى الآن".
كما أشارت UKHSA إلى أنه لم تزر أي من الحالات الجديدة بلدا يتوطن فيه فيروس جدري القرود، وهو فيروس يقتل ما يصل إلى 10% من السكان المصابين.
وفي الشهر الماضي، حددت سبع حالات إجمالا، كان أولها عاد مؤخرا من نيجيريا، حيث يُعتقد أنه أصيب بالفيروس.
الاتصال الوثيق
وقالت الدكتورة سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في UKHSA: "هذا نادر وغير معتاد.. تشير الدلائل إلى أنه قد يكون هناك انتقال لفيروس جدري القردة في المجتمع، ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق.. نحن نحث بشكل خاص الرجال المثليين ومزدوجي الميل الجنسي على أن يكونوا على دراية بأي طفح جلدي أو آفات غير عادية والاتصال بخدمة الصحة الجنسية دون تأخير".
ووفقا لبيان صادر عن منظمة الصحة العالمية: "منذ سبتمبر 2017، واصلت نيجيريا الإبلاغ عن حالات الإصابة بمرض جدري القردة ومن سبتمبر 2017 إلى 30 أبريل 2022، أبلغ عما مجموعه 558 حالة مشتبه بها من 32 ولاية في البلاد ومن بين هذه الحالات، تم تأكيد 241 حالة، ومن بينها تم تسجيل ثماني حالات وفاة (نسبة التسبب بوفاة الحالات: 3.3%)".
مدي انتشاره
السبب في الإصابة بجدري القرود هو فيروس يحمل الاسم نفسه وهو من نفس عائلة الجدري العادي، لكن خبراء يرجحون أنه أقل خطورة منه كما أن فرص انتقال العدوى به ضئيلة.
ويُعد هذا هو الظهور الأول للفيروس في بريطانيا، إذ ينتشر في أغلب الأحيان في المناطق النائية من دول وسط وغرب أفريقيا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة.
وهناك سلالتان من هذا الفيروس؛ هما سلالة وسط أفريقيا وسلالة غرب أفريقيا.
وقدم اثنان من المصابين بجدري القرود في بريطانيا من نيجيريا في الفترة الأخيرة، مما يرجح أنهما مصابان بسلالة غرب أفريقيا - وهي السلالة التي تظهر أعراضا خفيفة، لكن ذلك لم يتأكد بعد.
أما الحالة الثالثة فهي لأحد العاملين في قطاع الرعاية الصحية الذي انتقلت إليه العدوى من أحد المصابين.
أعراضه جدري القرود
وتتضمن أعراض جدري القرود الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول.
وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدي بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون في أغلب الأحيان في راحة اليدين وباطن القدمين.
وتختفي العدوى دون تدخل طبي بعد أن تستمر الأعراض لحوالي 14 إلى 21 يوما.
كيفية الإصابة
وينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس. وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم.
كما يمكن أن ينتقل من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من على الأسطح والأشياء ملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس.
طرق العلاج
لا يوجد علاج لجدري القرود، لكن يمكن الحد من الانتشار من خلال بعض القيود التي تحول دون انتقال العدوى.
وهناك لقاح مضاد لجدري الماء ثبتت فاعليته بنسبة 85 في المئة في الحيلولة دون الإصابة بالمرض، ولا يزال يستخدم أحيانا.