خمسة سيناريوهات للمرحلة المقبلة من الحرب الروسية على أوكرانيا
حدَّد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" خمسة سيناريوهات للمرحلة المقبلة من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأوضح التقرير أنه لا أحد يعرف كيف ومتى ستنتهي الحرب، لكن من الواضح أن موسكو حتى الآن لا تنتصر؛ إذ فشلت في تحقيق هدفها في إسقاط كييف، وحتى تركيز هجومها في جنوب وشرق البلاد يبدو أمرًا صعبًا.
وأشار إلى أن بعض الأشياء التي كانت محتملة قبل بداية الحرب مثل انهيار الدولة الأوكرانية لم تعد أمرًا مرجحًا، مضيفًا أن السيناريوهات المسقبلية تتراوح ما بين هزيمة لإحدى القوتين، أو الاستمرار بتصعيد الحرب.
انهيار القوات الروسية
وأوضح التقرير أن القوات الأوكرانية تمكنت من تحديد نقاط ضعف الجيش الروسي، وتمكنت من استهدافها؛ إذ عانى الروس من ضعف الخدمات اللوجستية.
وذكرت الصحيفة أن التحليلات الغربية تشير إلى أن خطة موسكو بتركيز قواتها في دونباس تسير ببطء أكثر مما كان يأمل الروس، فيما يرى البعض أن خطة موسكو لتطويق القوات الأوكرانية غير قابلة للتحقيق، فيما بدأت المدافع الغربية في إحداث فرق على أرض الواقع، بحسب ما يقول البنتاجون.
وقال مسؤولون استخباراتيون غربيون: إن قوات روسية أحجمت عن القتال، مشيرين إلى أن وحدات روسية هزمت في معركة كييف أعيدت إلى المعركة، فيما تقول الاستخبارات البريطانية إن استخدام قوات مساعدة مثل مقاتلين الشيشان جعل من الصعب على روسيا تنسيق قواتها.
إليوت كوهين، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن قال للصحيفة: إنه يعتقد "أن السيناريو الذي ربما يتم التقليل من شأنه هو احتمال حدوث انهيارات روسية حقيقة.. يمكن أن يشمل هذا رفضًا واسعًا للدخول في القتال أو الغياب من دون إذن أو انسحاب غير منظم".
انهيار القوات الأوكرانية
ومنذ بداية الحرب حتى الآن، تبقى الخسائر التي لحقت بالأوكرانيين أقل مما عانت منه القوات الروسية.
وبعد معارك استمرت شهورا ألقى أوكرانيون محاصرون في مصنع الصلب في ماريوبول أسلحتهم، وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن أكثر من 950 جنديا أوكرانيا استستلموا وأصبحوا أسرى حرب.
لورانس فريدمان، متخصص بدراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، قال للصحيفة إنه لا يعتقد أن "الانهيار الأوكراني محتمل.. كنت سأستبعد ذلك تقريبا.. لديهم الدافع والزخم المطلوبان".
وصوت مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، بأغلبية ساحقة لصالح تقديم مساعدات أميركية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار.
وبذلك تقدر المساعدات الأميركية لأوكرانيا التي صوت عليها الكونغرس بحوالي 54 مليار دولار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
طريق مسدود
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الحروب غالبا ما تتطور إلى حالة من الجمود، إذ لا يجرؤ أي من الجانبين على الإقرار بالخسارة، فيما يحذر مسؤولون غربيون من أن الصراع قد يستمر العام المقبل أو بعده.
ويتوقع محللون أنه إذا تمكنت أوكرانيا من الصمود أمام الهجوم الروسي في دونباس، فإنهم سيكثفون هجوما مضادا في الأسابيع المقبلة لبدأ مرحلة حرجة من الحرب.
مايكل كلارك، مدير سابق لمركز أبحاث في لندن، قال لوول ستريت جورنل إن الجيش الروسي حاليا أصغر من أن يحقق أهدافه في أوكرانيا، وعلى المدى الطويل بالنسبة لموسكو ما إذا كانت جهود التجنيد فيها ستؤتي ثمارها، لن يصل المجندون الجدد إلى ساحات المعارك حتى نهاية العام تقريبا، وبهذا قد ندخل في سيناريو "الطريق المسدود".
تقدم أوكراني
قال محللون: إن الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا تساعده في الوصول لمواقع متقدمة حول خاركيف وأماكن أخرى من البلاد.
وإذا تقدم الأوكرانيون في استعادة أراضهيم فإنهم لن يتوقفوا حتى يصلوا حدود مناطق سيطرتهم قبل الغزو الروسي، ما سيترك موسكو تسيطر على منطقتين محصورتين في دونباس وشبه جزيرة القرم، وفق الصحيفة.
ويلفت التقرير إلى أن محللين يقولون إنه في حال نجاح القوات الأوكرانية باستعادة أراضيها، فقد يشكل الأمر إغراء للرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، للوصول إلى أبعد من ذلك.
وأشاروا إلى أن العمليات الهجومية أصعب من العمليات الدفاعية، وأن التقدم عبر المناطق التي ترسخ الروس فيها منذ فترة طويلة خاصة في دونباس وشبه جزيرة القرم، قد تزيد من الضغط الخارجي على زيلينسكي للحد من تقدمه.
تصعيد
منذ بداية الحرب يتخوف محللون من تصعيد الصراع في أوكرانيا إذا ما استخدمت روسيا أسلحة نووية أو كيماوية في المعارك.
ويقول محللون غربيون إن هذا الأمر ممكن، لكنه غير مرجح، فحتى لو استخدمت الأسلحة النووية في ساحات المعارك، لن يتصاعد الصراع إلى تبادل صواريخ باليستية عابرة للقارات بين الغرب وروسيا، وفق التقرير.
وأضافوا إن العامل الأساسي الذي يحد من استخدام هذه الأسلحة أنها لن تقدم أي مزايا قتالية، خاصة وأن الجانبين قريبان من بعضهما البعض.
ورجحوا أنه في حال استخدام أسلحة نووية فإن هذا الأمر سيجر الغرب إلى صراع أعمق، ولكنها في حال أرادت الرد سيكون ذلك برد عسكري تقليدي، كما ستتلاشى حينها الخطوط الحمراء الحالية التي تمنع القوات الغربية من تنفيذ عمليات جوية في أوكرانيا، كما أن الأسطول الروسي في البحر الأسود قد يصبح هدفًا للغرب.