ميمي شكيب.. أرستقراطية عاشت في ذل بسبب قضية آداب وطريقة موتها لغز كبير
فنانة جميلة اشتهرت بلدغة اللسان، أرستقراطية مثل هوانم زمان وسيدات المجتمع الراقي التي تتكلم بتسلط، هي دائما في أدوارها سيدة القصر الآمرة التي تخضع الرجال بجمالها وكبريائها هي الفنانة ميمى شكيب التى رحلت فى مثل هذا اليوم 20 مايو عام 1983.
اسمها الحقيقة أمينة الشهيرة بـ ميمى شكيب، ولدت عام 1913، من أصول شركسية ن عمل والدها مأمورا لقسم حلوان تعلمت هي وشقيقتها لغات متعددة، لفتت أنظار الفنان يوسف وهبي أثناء وجودها مع أسرتها على بلاج الإسكندرية فوجد فيها نجمة المستقبل وعندما عرض الأمر على أهلها قوبل طلبه بالرفض بحجة أنها خجولة لا تستطيع مواجهة الجمهور على المسرح وأن تقاليد الأسرة تمنعها أيضا.
حكم قراقوش
إلا أن ميمي شكيب عرضت الأمر على صديقتها وجارتها، زينب صدقي، وبينما هي في زيارتها إذ حضر الفنان سليمان نجيب واستطاع إقناعها في مشاركته التمثيل على المسرح، وأقنعت زينب صدقي صديقتها ميمي شكيب على تلك الفرصة الذهبية وقدمت مع سليمان نجيب مسرحية "حكم قراقوش" واختار لها اسم ميمي بدلا من أمينة، وعندما قابلها يوسف وهبي وهي ممثلة قال لها: فين تقاليد العيلة الآن.
أحبت ميمي شكيب وزوزو شكيب التمثيل وانتقلتا الى فرقة الريحانى حيث تتلمذت على يد عملاق الكوميديا نجيب الريحاني، وعملت ميمي شكيب بفرقته حيث شاركت في العديد من مسرحيات الفرقة وكان من أشهرها مسرحية الدلوعة.
ابن الشعب هو البداية
تزوجت ميمي شكيب من ابن خالها شريف ابن رئيس وزراء مصر السابق إسماعيل صدقي وطلقت منه وهي حامل بسبب خيانته لها، ثم تزوجت من رجل الأعمال جمال عزت ولم تستمر معه طويلا إلى أن تعرفت على الفنان سراج منير عام 1934م من خلال تعارفهما في أول أعمالها فيلم "ابن الشعب"، وضرب الاثنان أروع قصص الرومانسية والحب في السينما.
اتجهت ميمي شكيب الى السينما وحصرها المخرجون في أدوار المرأة الشيك التي تنصب شباكها حول الرجال فقدمت أكثر من 160 فيلما من أهمها: حياة الظلام، الحل الأخير، تحيا الستات، شارع محمد على، كدب في كدب، القلب له واحد، سر أبي، قلوب دامية، بيومي أفندي، شاطئ الغرام، أخلاق للبيع، شنبو في المصيدة مع فؤاد المهندس وشويكار، حبيب الروح، ابن حميدو، دهب، حكم قراقوش، الحموات الفاتنات، إحنا التلامذة، دعاء الكروان الذي فازت فيه بجائزة أحسن ممثلة دور ثان، البحث عن فضيحة، نشالة هانم، نهارك سعيد، وآخر أفلامها هو "السلخانة" عام 1982.
عصابة الرقيق الأبيض
بعد وفاة الفنان الكبير سراج منير بأزمة قلبية وهو يمثل على المسرح، حزنت ميمي شكيب فترة من الوقت ثم بدأت تقيم حفلات جماعية في بيتها بشارع قصر النيل يحضرها صديقاتها وأصدقائها ورجال أعمال، وبعض رجال السياسة العرب، وفي إحدى السهرات قام الأمن بمداهمة الشقة والقبض على من فيها ووجهت إلى الفنانة ميمي شكيب تهمة تسهيل الدعارة وإدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب سميت بقضية "الرقيق الأبيض" عام 1974.
وألقى القبض عليها ومعها 8 فنانات مصريات وهن ميمي جمال، زيزي مصطفى، ناهد يسري، كريمة الشريف، آمال رمزي، سهير توفيق، سامية شكري، وعدد من النساء من خارج الوسط الفني، وبعد حوالي ستة أشهر برأت المحكمة ميمي شكيب ورفيقاتها لعدم ثبوت الأدلة.
الشلل والاكتئاب
بعد خروج ميمي شكيب من السجن أصيبت باكتئاب شديد، وكانت الفنانة الوحيدة التي وقفت إلى جانبها الفنانة نجوى سالم التي حاولت الشهادة مع ميمي شكيب أنها مظلومة، وأن ما حدث هو مدبر ضدها وأنها أصبحت لا تجد قوت يومها بعد أن توقف عمل المخرجين معها.. إلا أنها منعت من الشهادة بتهديدها كما نشر الناقد عبد الفتاح البارودي.
خلال المدة التي قضتها الفنانة ميمي شكيب في السجن أصيبت باحتباس الصوت نتيجة لبكائها المستمر، كما أصيبت بالشلل والاكتئاب، وبعد براءتها ابتعد عنها المخرجون وتهرب منها الفنانون، فظهرت في أعمال فنية لا تليق بتاريخها كان آخرها فيلم "السلخانة"، عام 1982، وفي عام 1983 انتهت حياة الفنانة ميمي شكيب نهاية مأساوية، حيث سقطت من شرفة شقتها وقيل إنها تعرضت للتعذيب ودفع بها من الشرفة ليظل حادث نهاية ميمي شكيب لغزا كبيرا.
دافع سياسي
اهتز الرأي العام فى مصر من الحادث البشع وتسابق الصحفيون والمصورون إلى محاولة فك لغز الحادث، وروج البعض أن الدافع للجريمة سياسيا بحجة أن الراحلة كانت تعشق السهرات التي كانت تدعو إليها كبار المشاهير والسياسيين والفنانين، لكنها رحلت ومعها أسرارها.