لماذا تتعنت إثيوبيا في سد النهضة.. خبير مياه يجيب
تساءل الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، "لماذا تتعنت إثيوبيا فى سد النهضة؟".
وقال: إنه منذ أيام صدر التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية 2022، والذى شمل 53 دولة على رأسهم أغنى الدول الأفريقية للمياه الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وجنوب السودان، وهذه الدول الثلاث لديهم من الإمكانات الزراعية ما يكفى من سد الفجوة الغذائية لأفريقيا بالكامل على الأقل.
حصة إثيوبيا من المياه
وأشار إلى أن إثيوبيا لديها 936 مليار م3 أمطار، و12 حوضا نهريا و46 بحيرة وحوالى 150 مليون فدان أراض خضراء زراعية ومراع وغابات، و100 مليون رأس بقر وأغنام، ومع ذلك طبقًا للتقرير فإن 60% من السكان الذين شملتهم الدراسة يعيشون فى مشاكل غذائية بين وضع كارثى (1%) وطوارئ (8%) وأزمة (21%) وضغوط (30)، و39% فقط هم الذين ليس لديهم مشاكل غذائية.
وأوضح الدكتور عباس شراقي أن السبب الرئيسى للأزمات الغذائية يرجع لعدم الاستقرار الأمنى، وكذلك سوء استغلال الموارد الطبيعية من خلال حكومات عينها على السلطة حتى إذا اضطرت إلى قتل وتشريد أهلها، وليس ما حدث فى إقليم تيجراى بإثيوبيا ببعيد حيث يواجه 5-10% من التيجرانيين (6 ملايين نسمة) كارثة المجاعة الشديدة، و88% طوارئ المجاعة التى هى أشد من درجة الأزمة الغذائية.
وتابع: هذا فى الوقت الذى تتطلع فيه الشعوب الاثيوبية المكونة من أكثر من 80 مجموعة عرقية إلى الحياة الكريمة وتحقيق ما وعدت به الحكومة فى حصولهم على مياه شرب نقية، وتوفير الغذاء والعيش فى وجود كهرباء، وأن سد النهضة سوف يوفر لهم كل ذلك، والفائض من الكهرباء سوف يصدر إلى الدول الأفريقية وكأن سد النهضة هو شمس أفريقيا التى سوف تمد الجميع بالطاقة.
الحقيقة أن سد النهضة لن يحقق أى من هذه الأمانى:
أولا: لن يوفر مياه شرب لأن الشعوب الاثيوبية يعيشون على المرتفعات أعلى من سد النهضة بأكثر من 2000 متر، وفى مناطق بعيد حتى 1000 كم من السد.
ثانيا: لا يوجد استثمار زراعى حول سد النهضة لعدم وجود أراضى قابلة للرى إلا القليل بل كلها أراضى للزراعة المطرية نظرا للطبيعة الجبلية.
ثالثا: عدم وجود شبكة كهربائية جعل الحكومة تتعاقد مع بعض الدول المجاورة لتصدير الكهرباء آخرها الأسابيع الماضية مع جنوب السودان رغم أن أكثر من 65 مليون اثيوبى يعيشون فى الظلام.
واستكمل الدكتور عباس شراقي من مصلحة الحكومة زيادة أمد بناء سد النهضة حتى تؤجل مواجهة الشعب عند اكتمال سد النهضة وعدم تحقيق الوعود، وكذلك مزيد من التعنت فى المفاوضات وخلق مشكلة خارجية مع مصر لتوحيد الشعوب الاثيوبية المتناحرة، وتغطية الفشل فى تحقيق آمالهم، ووصل الأمر إلى استفزاز مصر التى تحلت وما زالت بالصبر وضبط النفس على مدار 11 عاما وتتمسك بالشرعية الدولية سواء عن طريق مجلس الأمن أو الاتحاد الأفريقى، وسبق أن تدخلت أمريكا والبنك الدولى 2019/2020 إلا أن إثيوبيا انسحبت يوم التوقيع، وتنتهز مصر أى مناسبة للتعبير عن مطلبها الدائم فى الوصول غلى اتفاق قانونى عادل للدول الثلاث.