رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف إدريس.. المشاغب الذي لم يسلم من قلمه الشعراوي ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم

الأديب يوسف إدريس
الأديب يوسف إدريس

قال عنه الدكتور طه حسين كأنه قد خلق ليكون قاصا، وقال محمد عودة الأديب  يوسف إدريس هو تشيكوف الأدب العربى، بل إنه تخطاه، ووصفه رجاء النقاش بالفنان من نوع خاص وهو نوع نادر وأصيل يعيش الحياة التي يكتبها بروحه ودمه، ووصفه انيس منصور بأمير القصة العربية، هو الأديب الدكتور يوسف ادريس الذى ولد في مثل هذا اليوم 19 مايو عام 1927.

فيفجرها بقلمه رافضا كل ما يقيد حرية الإنسان.. استفاد من تخصصه كطبيب جراح في كتابة القصة فأصبح عبقريا فى دراسة النفس البشرية والوقوف على نقاط ضعفها وقوتها، ولقب الدكتور يوسف إدريس بأنطون تشيكوف القصة القصيرة ورحل فى مثل هذا اليوم الأول من أغسطس عام 1991.

 

دراسة الطب 

حصل الأديب يوسف إدريس على بكالوريوس الطب والجراحة، وعمل طبيبا بمستشفى قصر العينى الحكومية، استفاد من تخصصه كطبيب جراح في كتابة القصة فأصبح عبقريا فى دراسة النفس البشرية والوقوف على نقاط ضعفها وقوته.

 

بداية قصر العينى 

أثناء عمله بالطب كتب يوسف إدريس أول قصتين قصيرتين له باسم "عبد القادر طه" و"أنشودة الغرباء" عام 1950، لكن جاءت انطلاقته الأدبية حين عينه الصحفى أحمد أبو الفتح رئيس تحرير جريدة المصرى محررا بها، واعتبرت قصته الأولى التى نشرت بها بعنوان "النظرة" بداية حقيقية له كأديب.

انتقل يوسف إدريس إلى مجلة روزا اليوسف رئيسا للقسم الأدبى وفى نفس الوقت افتتح عيادة مارس فيها مهنة الطب وعمل مفتشا صحيا فى أحياء السيدة زينب والدرب الأحمر وسجن واعتقل أربع مرات بسبب اشتراكه فى الحركات الوطنية.

 

أرخص الليالى 

نشر يوسف إدريس مجموعته القصصية الأولى "أرخص الليالى" عام 1954 فى جريدة المصرى فسجلت اسمه كأحد كتاب القصة القصيرة فى مصر، ولقب بتشيكوف العرب.  

عندما ترك مهنة الطب عمل صحفيا في جريدة الجمهورية مع السادات عند بداية إصدارها ثم للعمل في قطاع المسرح ومنها إلى جريدة الأهرام كاتبا متفرغا حيث خاض فيها معارك فكرية وأدبية وصلت إلى القضاء بسبب مقالاته السياسية الجريئة. 

 

العيب تناهض فساد الإدارة 

قدم الأديب يوسف إدريس 11 مجموعة قصصية منها بيت من لحم، أرخص ليالى، و9 مسرحيات اشهرها الفرافير، المهزلة الأرضية، ملكة القطن، المخططين،البهلوان، كما قدم ما يزيد على 30 رواية اشهرها العيب، الحرام، النداهة، البيضا، رجال وثيران  ، قصة حب ،

أصدر العديد من الكتب ومنها ما جمع فيها مقالاته في الصحف المختلفة في اكثر من 15 كتابا منها: عن عمد اسمع تسمع، قكر الفقر وفقر الفكر، شاهد على العصر، خلو البال، أهمية ان نتثقف ياناس

قدم يوسف ادريس للسينما أعمالا روائية قدمت أفلاما لاقت رواجا وحصلت على العديد من الجوائز ومنها “الحرام”، ومن أفلام قصصه "النداهة، قاع المدينة، حادثة شرف، العيب، سجين الليل وغيرها.

عرف الدكتور يوسف إدريس بالصحفى والكاتب المشاغب فكتب مقالات ضد الإهمال في المرافق وضد كامب ديفيد وضد صديقه توفيق الحكيم ونجيب محفوظ .

كما كانت له مواقف ضد الشيخ الشعراوى ووصفه بأنه ممثل نصف موهوب لديه قدرة على إقناع الجماهير البسيطة وقدرة على التمثيل والحديث بالذراعين وتعبيرات الوجه، كما اتهمه بتأييده المطلق لزيارة السادات إلى القدس وعقد اتفاقية كامب ديفيد وقامت الدنيا عليه ووصفت آراءه بالإسفاف وأن آراءه لا صلة لها بأى فكر، وتدارك يوسف إدريس الأمر واعتذر في مقال نُشر بجريدة الأهرام بعنوان "توضيح عاجل واعتذار"، وأوضح أن ما جاء في مقاله بالخطأ الفني المطبعي، واستنكر هجومه على شخصية عظيمة مثل الشعراوي، وأكد أنه يكن للشيخ كل التقدير والود والاحترام رغم اختلاف الفكر والرؤى، واعتبره أهم ظاهرة دينية إسلامية ظهرت منذ عهد الأئمة الكبار. 

إلا أن ابنته الدكتورة نسمة إدريس قالت في أحاديثها الصحفية بعد رحيل الأديب الكبير انه أجبر على الاعتذار للشعراوى وان رأيه فيه لم يتغير.

 

الهجوم على أديب نوبل 

كما هاجم الأديب نجيب محفوظ وقال إن جميع ما كتب محفوظ قبل ثرثرة فوق النيل مجرد مسخ ورد نجيب محفوظ بأن إدريس مسح أعماله بجرة قلم، أيضا هاجم إدريس المسئولين عن جائزة نوبل وقال إنها جاءت لنجيب محفوظ بالخطأ وأنها كانت مقدرة له، حتى إن الرئيس العراقى صدام حسين ابتدع جائزة كبيرة قدمها له لإرضائه.

 

الزوجة شاهدا 

أكدت كلامه السيدة رجاء إدريس بقولها: الأمور كانت محسومة بالنسبة ليوسف إدريس، رجال الدولة يؤيدونه، أعضاء لجنة نوبل يؤيدونه، صاحب غزارة وإنتاج ثري في عالم القصة القصيرة، إذن لا شيء كان  ينقصه وفوق ذلك عشمه الجميع بالجائزة.

اتهم بالانضمام إلى أحد التنظيمات السرية التي تهاجم الثورة، وتهدف قلب نظام الحكم وبقى بسجن القلعة عاما ونصف.

وعن هذه الفترة يقول يوسف ادريس: طيلة اعتقالي كان -التموين- الحلاوة الطحينية والطعمية الملفوفة في صفحات الجرائد الألمانية أيضا، كنت أحبهما كثيرا قبل المعتقل، لكن ظروف الاعتقال قادرة وحدها أن تبدل من حال لحال، فكانت النتيجة إني هجرتهما تماما ما تبقى من حياتى.

 

جائزة الدولة 

كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمنحه جائزة الأدب ثم حصل على جائزة الدولة فى الأدب عام 1966، كما منحه السادات وسام الجمهورية.
 

الجريدة الرسمية