غزو الفضاء.. بوينج الأمريكية تختبر سفينة فضائية غدا
تجري شركة «بوينج» الامريكية اختبار على مركبتها الفضائية الجديد «ستارلينر» في رهان جديد لتعزيز سيادة الدول عن طريق غزو الفضاء.
غزو الفضاء
وتختبر الشركة العملاقة المصنعة للطائرات الأمريكية «بوينج»، بحسب تقرير لصحيفة «لوموند الفرنسية»، مركبتها الفضائية ومدى قدرتها على استكشاف الفضاء.
وقال تقرير الصحيفة إنه «ما لم تطرأ مشكلة تقنية أو خطر مناخي أو تغيرات في الطقس، سيقلع صاروخ أطلس 5 من كيب كانافيرال في فلوريدا، حاملا السفينة الفضائية».
وأضاف أنه «سيتعين على السفينة بعد ذلك الوصول إلى محطة الفضاء الدولية (آي أس أس) والرسو هناك».
وأوضح أن «هذا الاختبار سيكون لحظة فارقة بالنسبة لبوينج، وذلك بعد الفشل الأول في 2019».
وتابعت «لوموند»: «لن يكون أحد على متن الطائرة، وإذا نجحت الرحلة نحو الفضاء، ستكون سفينة بوينج اعتبارا من 2023، ثاني مركبة فضاء أمريكية، لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية أو إعادتهم، وذلك بعد (كريو دراجون) التابعة لشركة (سبيس إكس)».
شركة بوينج الأمريكية
وأشارت إلى أن «الولايات المتحدة الأمريكية تعد من الدول القليلة التي لديها مركبات للرحلات المأهولة مثل الصين وروسيا، في حين أن أوروبا لا تمتلكها».
وأردفت: «تعرف رحلات الفضاء المماثلة للرحلة التي ستقوم بها مركبة (ستارلينر) مخاطر وتحديات كبيرة فمجرد خطأ بسيط قد يُفشل كل شيء».
ولفتت إلى أن «مركبة (سبيس إكس) قامت في 2020، بخمس تجارب فضائية مع أطقم مختلفة، أما رحلة بوينج فلم تعرف سوى الانتكاسات».
وزادت: «خلال رحلتها التجريبية الأولى، وضعت المركبة الفضائية نفسها في المدار الخطأ بسبب مشكلة في البرامج ولم تعد قادرة على الوصول إلى محطة الفضاء الدولية».
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن «الأمر لم ينته عند ذلك الحد، ففي أغسطس 2021، كان لا بد من إلغاء محاولة جديدة قبل الإقلاع مباشرة، بعد مشكلة في صمام بنظام الدفع».
وقالت إن «المخاطر تبدو كبيرة بالنسبة لشركة بوينج في مواجهة (سبيس إكس)، المصممة على أن تصبح ضرورية في عالم الفضاء وصاحبة الريادة بعد أن فرضت نفسها في أقل من عشر سنوات على سوق أجهزة الإطلاق، بصاروخها (فلاكون 9)».
وأكد التقرير أن «(سبيس إكس) التي يملكها رجل الأعمال الشهير، إيلون ماسك، تعتزم توسيع الفجوة في الرحلات الفضائية المأهولة، وتحقيق طموحاتها الخاصة تجاه القمر والمريخ بصاروخها».
«لكن أيضا من أجل تلك الخاصة بمحطة ناسا الدولية، بالتالي كجزء من برنامجها الذي يهدف إلى العودة إلى القمر في العام 2025»، وفق المصدر ذاته.
وأشار إلى أنه «من هنا تأتي أهمية وجود السفن الفضائية في هذه المرحلة الجديدة من استكشاف الفضاء».
وتابع تقرير «لوموند»: «إذا كانت الولايات المتحدة تمتلكها تماما مثل الصين مع شركة (تيانتشو) أو روسيا مع مؤسسة (سويوز)، فإن أوروبا ليس لديها أي شيء بهذا الخصوص».
وأشار إلى أن أوروبا كانت قبل 30 عاما، «تخطط لبناء مكوك لكن سرعان ما تم التخلي عنه نظرا لغلاء تكلفته».
وكالة الفضاء الأوروبية
وأضاف: «منذ ذلك الحين، اكتفت وكالة الفضاء الأوروبية بالمشاركة في نشاط في العديد من برامج ناسا مثل محطة الفضاء الدولية، أو مركبة الفضاء (أوريون) المتجهة إلى القمر».
ومضى قائلا: «مؤخرا بدأت الأصوات تتزايد حول أهمية التجارب الفضائية واختبارات سفن الفضاء في تأكيد وتعزيز سيادة الدول، حيث أصبحت المنافسة في مجال التطور التكنولوجي والصناعي تظهر من خلال إنجاح التجارب الفضائية نحو القمر».
وذكر الصحيفة الفرنسية أنه «رغم التجارب والرحلات فإنها تظل باهظة الثمن وتقدر بمليارات من الدولارات، إلا أنها في كل الأحوال تبقى أقل بكثير مما كانت عليه قبل 30 عاما؛ وذلك بفضل التقدم التكنولوجي، كما أصبحت تستهوي حتى رجال الأعمال والأثرياء من أجل السياحة».