رئيس التحرير
عصام كامل

الحوافز الحكومية وأزمة كورونا تنعش سوق السيارات المستعملة في هذه البلدان

سوق للسيارات المستعملة
سوق للسيارات المستعملة في أوروبا

بسرعة انقلبت الأوضاع في سوق السيارات المستعملة رغم الأزمات التي يعيشها العالم بسبب فيروس كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية والحرب المشتعلة بينهما، وتوحد العالم الغربي في التصدي لروسيا سياسيا واقتصاديا، لكن سوق السيارات المستعملة انتعش بشكل غير مسبوق في أوروبا والصين والسبب هو الحوافز الحكومية المتزايدة وتداعيات فيروس كورونا. 

 

تزايد رغبات الشراء

 

وبحسب المواقع المعنية بسوق السيارات في بلدان الاتحاد الأوروبي والصين، ارتفعت رغبات شراء السيارات المستعملة منذ أشهر، وهناك توقعات باستمرارها على مدار الـ 12 شهرًا القادمة، وقد تصل إلى أبعد من مستويات ما قبل COVID-19.

وترصد هذه المواقع عبر استطلاعات رأي مستمرة زيادة رغبات اقتناء السيارات المستعملة بنسبة 97٪، وهو معدل يزيد عن ما كان الوضع عليه قبل فيروس كورونا بزيادة 1٪، يساهم في ذلك الولع بالسيارات الكهربائية ومميزاتها الفائقة الصديقة للبيئة في أوروبا والصين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: من أين للمواطنين في هذه البلدان بأموال تكفي للشراء في ظل الأزمات والتضخم وزيادة الأسعار بنسب خرافية. 

ويوضح الخبراء أن القوة الشرائية تعاظمت لدى المواطنين في هذه البلدان بسبب الحوافز الحكومية المستمرة التي تمنحها البلدان الغربية والصين على نحو مطرد لمواجهة أي جديد لأعباء الحياة في وقت تتعاظم فيه طلبات العمل من المنازل، بما يوفر مصادر دخل إضافية، فضلا عن الدور الكبير لوسائل التواصل والتكنولوجيا في التفاعل الشخصي المتبادل بين أصحاب السيارات والراغبين في اقتنائها، بما يقلل من فاتورة السيارة، إذ ما جرى استبعاد ثمن السمسرة والعمولات الشخصية لوكلاء السيارات أو المعارض. 

فيروس كورونا 

ورغم السلبيات الكبرى لفيروس كورونا في تعطيل أسواق السيارات، لكنه أدى بطريقة عكسية إلى زيادة الطلب على السيارات المستعملة بسبب عدم أمان وسائل النقل العام ووسائل النقل المختلفة، التي أصبحت ساحة لنقل الفيروس لاسيما لمن هم أقل تحصينا بالمصل أو وسائل الوقاية. 

وأصبح الآن الكثير من الشرائح الاجتماعية لاسيما أبناء الطبقة المتوسطة يقبول بشراهة على شراء سيارات مستعملة حسب قدرتهم الشرائية، ومع تزايد الوعي البيئي والرغبة في اقتناء معدات صديقة للبيئة، هناك أكثر من49 ٪ من الراغبين في الشراء، يريدون خلال السنوات القادمة استهلاك سيارات تراعي المبادرات الخضراء وتسريعها، ما يصبح بالمستقبل في صالح سوق المستعمل. 

 

لعبة شد الحبل بين التجار 

وهناك أيضا سبب آخر لإنعاش سوق المستعمل، وهي لعبة شد الحبل بين التجار، إذ يسعى الغالبية الآن وبنهم شديد للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من السيارات المستعملة وتخزينها وبيعها بعد فترة من الوقت واستثمار رغبة الفئات المختلفة من المواطنين في شراء السيارات المستعملة من كافة الماركات، ما يضيف نشاطا كبيرا للسوق.  

الجريدة الرسمية