رغم شائعة مرضه.. هل يتدخل بوتين بشكل مباشر في خطط المعارك بحرب أوكرانيا
قالت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتدخل بشكل مباشر في القرارات العسكرية الميدانية في أوكرانيا، وإنّ هذا قد يكون أحد أسباب إخفاقات جيشه منذ بدء الغزو.
وأشارت الصحيفة في تقرير،أمس الثلاثاء، إلى أن بوتين لم يتخذ قرار غزو أوكرانيا فحسب، بل إن المسؤولين العسكريين الغربيين مقتنعون بأن الرئيس الروسي ”منخرط بصنع القرار في ساحة المعارك“.
وقالت الصحيفة ”جزئيا، الملاحظة ليست مفاجئة جدا.. من المستحيل تصديق فكرة أن الرئيس الروسي -بصفته القائد العام للقوات المسلحة- لن يشارك في خطط المعركة، خاصة عندما بدأت وجهة المعارك تسير بشكل سيئ.. والواقع أن الأنظمة الاستبدادية تميل إلى عدم تفضيل اللامركزية العسكرية“.
وأضافت ”لكنها تأتي أيضا بنتائج غالبا ما تكون فاشلة، اذ قالت مصادر غربية إن محاولة تطويق القوات الأوكرانية الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 500 شخص وفقدان أكثر من 70 عربة مدرعة في محاولة كارثية لعبور نهر سيفرسكي دونيتس، والتي حدثت ليس تحت جنح الظلام ولكن في وضح النهار“.
تورط بوتين
وقال البروفيسور سير لورانس فريدمان، من ”كلية لندن الملكية“ إنه ”يرى الحكم بشأن مستوى تورط الرئيس الروسي المباشر بأنه معقول“، مضيفا ”لقد رافق بوتين العملية العسكرية،بداية، من خلال إعطاء إشعار ضئيل للغاية بأنه سيشن هجومًا ثم الضغط بقوة لتحقيق مكاسب سريعة، وهذه كانت مشكلة المرحلة الثانية من الحرب في دونباس“.
وأوضحت ”على الرغم من كل قصص التدخل المباشر في أوكرانيا وفي حروب أخرى في فيتنام والعراق وغيرها، فإن العلاقة بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية كانت دائمًا معقدة وفي بعض الأحيان مشحونة بالتوتر“.
ولفت فريدمان، إلى أن القرارات العسكرية في أثناء الحرب ”سياسية بشكل مكثف“، وأن الأمر متروك للقيادات السياسية ”لتحديد الأهداف العسكرية“.
وأشار إلى أن الهدف هو ضمان وجود ”حوار بين السياسيين والجيش“ وأن القادة لا يتجاهلون الاعتراضات المشروعة أو يحاولون إدارة خطط المعركة في وقت ينبغي عليهم فيه التركيز على الدبلوماسية أو السياسة الأوسع والإستراتيجيات“.
هجوم دونباس
وبالنسبة للرئيس الروسي، مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من أسبوعها الـ 12، يُطرح السؤال الآتي ”ما إذا كان لدى بوتين، الوقت للتركيز على جميع الملفات، وما إذا كان متورطًا في اتخاذ قرار هجوم دونباس الذي توقف وتأثيره؟“، وفقا لفريدمان، الذي اعتبر ”أن المزيد من الإخفاقات العسكرية سيؤثر على مكانة بوتين“.
وختمت الصحيفة بالقول ”في الأيام القليلة الماضية بدأ بعض المدونين والخبراء العسكريين الروس في التشكيك في الإستراتيجية العسكرية في أوكرانيا.. وتساءل أحد المدونين الروس المشهورين،الذي يستخدم الاسم المستعار فلادلين تاتارزكي، عن ”اسم العبقري العسكري الذي وضع كتيبة تكتيكية بجوار نهر سيفرسكي“، وذلك في نبرة تسخر من الرئيس الروسي نفسه، كما لمّح المدون.