رئيس التحرير
عصام كامل

مندوبة مصر لدى الأمم المتحدة: المجتمع الدولي تفهم حقيقة انحياز الجيش للشعب.. وفاء بسيم: مصر تسير نحو ديمقراطية سليمة.. و"المعزول" تحت الإقامة الجبرية خوفا على سلامته


عقدت وفاء بسيم مندوبة مصر لدى مقر الأمم المتحدة فى جنيف، اليوم الإثنين، لقاءً بممثلى الصحافة العالمية من المراسلين المعتمدين بمقر المنظمة الدولية فى جنيف، وذلك للإجابة على كافة التساؤلات المطروحة على المستوى الدولى بشأن تطور الأوضاع فى مصر وطمأنة الرأى العام فى الخارج، أن مصر تسير نحو ديمقراطية سليمة عبر عملية سياسية مخلصة تستند إلى الرغبة الشعبية، ومن خلال حكومة مؤقتة ورئيس مؤقت سيكون شغلهما الشاغل فى المرحلة المقبلة العمل على تحقيق تطلعات الشعب المصرى وإنجاز تقدم على المستوى الاقتصادى والأمنى اللذان عانى منهما الشعب على مدى الفترة الماضية. 

وقالت بسيم إنه من الطبيعى أن يكون هناك قلق عالمى بشأن الديمقراطية فى مصر، خاصة أن بعض الأحكام المسبقة وغير الصحيحة ربطت بين وجود القوات المسلحة فى الصورة وبين المسار الديمقراطى وبما أعطى انطباعا مخالفا تماما لحقيقة ما جرى، وهو أن الجيش حريص ومنذ اللحظة الأولى على أن تمضى مصر وشعبها نحو إقرار ديمقراطية حقيقية تنهض بالبلاد، وتضم كافة الفئات فى عملية للبناء وهو ما شددت عليه خارطة المستقبل المعلنة من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى أسرع وقت ممكن وبشكل شفاف وحر ونزيه. 

وأضافت بسيم فى المؤتمر الصحفى أن مصر الآن فى مرحلة انتقالية يقودها رئيس مؤقت كان رئيسا لأعلى هيئة قضائية فى البلاد، وستكون هذه الفترة ما بين 8 إلى 9 شهور، ولن يكون للقوات المسلحة أى تدخل فى السياسة فى تلك الفترة باستثناء دوره المعروف فى حماية الأمن القومى وحدود البلاد. 

وأكدت مندوبة مصر لدى مقر الأمم المتحدة فى جنيف أن بعثات مصر فى الخارج باتت تلمس تفهما كبيرا من المجتمع الدولى بشأن حقيقة انحياز القوات المسلحة إلى الشعب الذى لم يستطع تحمل فشل الرئيس السابق فى تحقيق طموحاته وخرج فى ثورة فى 30 يونيو ضمت أكثر من 30 مليون مواطن مصرى عبروا بوضوح عن رفضهم لسياسة الإقصاء ومحاولات أسلمة البلاد التى كانت تجرى من قبل الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة. 

وقالت بسيم إن شعب مصر حين جاء بالرئيس المعزول مرسى كان يأمل فى أن يعبر أول رئيس مصرى منتخب (ولو كان نجاحه بواحد فى المائة فقط عن منافسه) عن طموحات الجميع وأن يحقق ما وعد به الشعب، ولكنه لم يف بذلك، بل وصلت البلاد فى الفترة الأخيرة إلى حالة من الانقسام باتت تهدد أمنها القومى بكل ما تعنيه الكلمة وبما جعل الشعب يخرج من الإسكندرية وحتى أسوان مطالبا بعزله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. 

وشددت مندوبة مصر على أن الجيش لم يكن راغبا فى التدخل بأى حال مؤكدا أن عدم استجابة الرئيس السابق لمطالب الشعب والفارق الذى أحدثه حزب الكنبة بالنزول إلى الشارع بأعداد هائلة كان وراء انحياز القوات المسلحة إلى الشعب.

وقالت بسيم إن هناك الآن رئيس مؤقت ونائب للرئيس للشئون الخارجية هو الدكتور محمد البرادعى الذى يعتبر الأب الروحى لثورتى مصر فى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، وكذلك مستشار للرئيس للشئون الاقتصادية هو من أعلى الكفاءات فى هذا المجال ومستشار للأمن الذى يمثل مسالة عانى منها الشعب كثيرا فى الفترة الماضية إضافة إلى مستشارة للرئيس لشئون المرأة هى الكاتبة الوطنية سكينة فؤاد والتى تأتى فى مرحلة يتم التأكيد فيها على الدور الحقيقى للمرأة المصرية والتى تم إقصاؤها خلال الفترة الماضية. 

كما شددت بسيم أمام ممثلى وسائل الإعلام الدولية على أهمية التعامل بحرص مع الوضع المعقد والفريد للغاية بالنسبة للأحداث فى مصر ولفتت أيضا إلى ضرورة النظر إلى الفارق بين قانونية وجود الرئيس السابق وشرعية وجوده مؤكدة على أن الشرعية تستمد من الشعوب وهو ما يؤكد أن ما حدث لم يكن انقلابا من الجيش وإنما اصطفافا منه إلى جانب الشعب وردا على سؤال لمراسلى وكالات الأنباء العالمية. 

وقالت بسيم إن مصر لا يساورها أى قلق أو وجل بشان مسالة المعونة الأمريكية إلى مصر خاصة وان العلاقات المصرية الأمريكية هى علاقات استراتيجية كما أن الولايات المتحدة لم تستخدم على الإطلاق فى وصفها للأحداث فى مصر كلمة الانقلاب... وشددت بسيم على أن مصر قد تخطت الآن مرحلة الحديث عن عملية توصيف ما جرى وأنه من خلال ما سمعته من سفراء الدول الأخرى فى الأيام الأخيرة غابت عنه لغة القلق التى كانت فى الفترة السابقة وحل محلها الإحساس بالثقة والتعاطف من المجتمع الدولى بهذا الخصوص لافتة إلى أنه من غير الممكن أن يصدق أحد فى العالم أن الدكتور محمد البرادعى قد يمثل انقلابا. 

وردا على سؤال حول وضع الرئيس السابق محمد مرسى أكدت بسيم أنه غير معتقل أو موقوف وإنما قلق الرئيس الحالى والسلطة الحالية على سلامته وسلامة عائلته والمجموعة من حوله كان وراء هذه الإقامة الجبرية وحول ما يخص الدعاوى المقدمة ضده فإن التحقيقات بشأنها سوف تبدأ فى أقرب وقت. 

كما أكدت بسيم على أن الإجراءات الخاصة بتجميد الأرصدة المالية لبعض رموز الإخوان إنما هى إجراءات مؤقتة حتى تنتهى التحقيقات الخاصة بهم كأشخاص، خاصة أنه لم يتم تجميد أية أرصدة لحزب "الحرية والعدالة" كحزب سياسى. 

وحول مشاركة الإخوان المسلمين فى العملية السياسية فى الفترة القادمة قالت بسيم إن مشاركتهم هى فى صالحهم فى المقام الأول وإن لم يشاركوا الآن فسوف يشاركون فى المستقبل، خاصة أنه لا يمكن تجاهل فصيل يمثل شريحة مهمة فى المجتمع المصرى، كما أن مصر فى المرحلة المقبلة لن تقبل بإقصاء أى طرف ولكن الجميع مدعو لبناء هذا البلد. 

فى ذات الإطار وردا حول سؤال عن ضمانات أية انتخابات قادمة قالت بسيم إن الضمان الأكبر هو عملية سياسية شفافة وواضحة ودستور يعبر عن الشعب كله بجميع طوائفه وفئاته وكذلك حرص على عدم إقصاء أى طرف وتحقيق مصالحة وطنية شاملة من خلال حوار بمن فى ذلك الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية الأخرى والجماعة الإسلامية. 

وشددت بسيم على أن سياسة مصر ومن خلال سفرائها حاليا تعمل من أجل توضيح الموقف الحقيقى لكافة ممثلى دول العالم الأخرى بمن فيها التى أدلى مسئولوها بتصريحات لا تعبر عن حقيقة ما جرى وأكدت أن كل تلك الأمور ستكون واضحة لكافة الدول قريبا وسيتم تفهم الوضع خاصة مع تقدم العملية السياسية فى مصر وتحقيق نتائج تعبر عن طموحات الشعب الذى سيتابع ويراقب عن كثب كل ما يجرى.
الجريدة الرسمية