لماذا أبيحت صلاة النافلة بالمنازل؟
يحاول كل مسلم مواظب على الصلاة صلاة الفروض في أوقاتها في المسجد في صلاة الجماعة ولا يحاول الصلاة في البيت إلا إذا اضطرته الظروف فلماذ أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة بعض الصلوات في البيت.. فهل من الضرورى الصلاة في البيت ولماذا شرعت صلاة النوافل في البيوت؟
قال الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس:عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا ) رواه البخارى ومسلم.
منازل القرب لله
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ن فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا " رواه مسلم.
جعل الله تعالى الصلاة منزلا من منازل القرب من الله سبحانه وتعالى حيث قال عز وجل في سورة العلق الاية 19 ( واسجد واقترب ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد "، ومن اعظم القربات عند الله سبحانه وتعالى أن يؤدى المؤمن الصلاة في ميقاتها تحقيقا لقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء ( ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ).
صلاة الفريضة
وصلاة الجماعة بالنسبة للفرد تفضل صلاة الفرض بسبع وعشرين درجة لذلك حرص النبى صلى الله عليه وسلم على دعوة أمته الى حضور صلاة الجمع والجماعات حتى انه قال زاجرا لمن يصلون الفريضة في البيت إنى لأوشك ان امركم ان يؤذن في الناس ثم اتخلف الى بيوت من يصلون في بيوتهم لأحرق عليهم بيوتهم.
لكنه مع هذا دعانا الى ان نكثر من الصلوات في البيوت وذلك من خلال النوافل والتي جعلها من منازل القرب من الله تعالى فقال في الحديث القدسى الذى يقوله النبى صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة ( لايزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه ).
والنبى صلى الله عليه وسلم مثلا في هذا فكان في بيته يقوم الليل حتى تتورم قدماه، وحتى قالت له السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها مشفقة عليه: لما تفعل تفعل ذلك وقد غفر لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ( أفلا أكون عبدا شكورا ).
أداء النوافل
ان إكثار الصلوات في البيوت من خلال أداء النوافل فيها يملؤها بالخير والسعادة ويطرد عنها الشيطان ويجعل الالفة والمحبة بين المصلين لهذه النوافل.