ثنائية القيم والمصالح وراء انسحاب رينو من سوق سيارات روسيا
وصلت خسائر روسيا من المقاطعة الواسعة مع الغرب إلى محطة" رينو" العلامة الفرنسية الشهيرة في عالم السيارات، والتي قررت بشكل نهائي انسحابها وبشكل رسمي من الأسواق الروسية، لكن خلف هذا الانسحاب جملة أسباب بعضها قيمي والآخر تجاري نرصدها على النحو التالي.
الانسحاب لماذا
أدى تصاعد الأحداث بين روسيا وأوكرانيا إلى التأثير بشكل واضح على الاقتصاد العالمي، إذ اشتبك العالم الغربي سريعا لإدانة الحرب على أوكرانيا، وسارعت كل الشركات الكبرى لدعم مواقف حكوماتها من المقاطعة لروسيا، حيث تمثل الحرب بالنسبة لكل مكونات المجتمع الغربي، اعتداء على الديمقراطية والحقوق الفردية وحقوق الإنسان، وهذه القيم تمثل خطوط حمراء لأوروبا، لاسيما لمن تعتقد أنهم يرثون نفس مواصفاتها الجينية والثقافية على شاكلة الأوكران.
استثمارات رينو في روسيا
قرر مصنع رينو في موسكو إنهاء خدماته، وقررت الدولة الروسية الرد سريعا ونقل ملكية المصنع إليها فورا واستئناف إنتاج السيارات لكن تحت ماركة موسكوفيتش التاريخية في إشارة واضحة على التمسك بهوية البلاد وحربها ضد الغرب، والتوجه إلى السوق المحلي والاكتفاء به خلال المرحلة القادمة.
كانت العلامة الفرنسية رينو تمتلك شركة “رينو روسيا” وضم المصنع حوالي 45 ألف موظف؛ لكن مع تطور الاوضاع على الأرض في الحرب الروسية الأوكرانية، وانتظار رينو طويلا حدوث انفراجة في الأوضاع، إلا أن استمرار الحرب جعل من الصعب الاستمرار وخسارة سمعتها في العالم الغربي، وقررت على الفور توقيع اتفاقية مع مدينة موسكو لبيع نسبة تصل إلى 100% من الشركة.
ولم تتوقف رينو عند هذا الحد، بل باعت 67.7% من أسهم شركة سيارات لادا الروسية المعروفة، إلى مركز البحوث والتطوير المركزي للسيارات في روسيا، وحاولت بذلك الوفاء بالقيم الأوروبية، وفي الوقت نفسه اتخاذ قرارات لصالح مستقبل سمعة العلامة التجارية خلال السنوات المقبلة، التي اصبح فيها السوق الروسي غير مرغوب فيه للغرب.
عن رينو
رينو، مجموعة فرنسية لإنتاج السيارات وأنواع أخرى من العربات، تأسست في 25 فبراير 1899، ويقع المقر الرئيسي للشركة في ضاحية بولون بيانكور غرب باريس.
حملت السيارة منذ مسيرتها الصناعية إسم مؤسسها لويس رينو، وأنشأت أول خط إنتاج صناعي في عام 1913، وخضعت لعمليات تطور استمرت طوال قرن من الزمان، لم تتوقف عن المنافسة مع كبرى الماركات العالمية.
في عام 1999 شكلت تحالفا مع شركة نيسان موتورز احتلت به المركز الرابع في سلم منتجي للسيارات، وتعتبر أنجح سياراتها حتى الآن "رينو كليو".