أحمد حلمى.. واحد تاني.. انتقادات عنيفة لفيلم العيد بسبب ضعف الفكرة والإيحاءات الجنسية
بعد غياب أكثر من 3 سنوات عاد الفنان أحمد حلمى للسينمات من خلال فيلمه الأخير «واحد تاني»، والذى بدأ عرضه مع بداية أول أيام عيد الفطر المبارك محققًا إيرادات ضخمة تجاوزت الـ20 مليون جنيه فى أول ثلاثة أيام من عرضه، متخطيًا بذلك أقرب منافسيه فيلم العنكبوت من بطولة زوجته الفنانة منى زكى والفنان أحمد السقا والفنان التونسى ظافر عابدين وعدد من النجوم.
كان لا بد للفنان أحمد حلمى من عودة مختلفة للسينمات بفيلم «واحد تانى» إلا أن الجمهور صدم من تحول بوصلة حلمى الفنية، والذى اعتاد أن تكون أعماله من نوعية الجمهور العام، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة، بعدما وجه سيلا من الانتقادات عبر صفحات السوشيال ميديا للفيلم بأنه يتضمن عددا من الإيحاءات الجنسية التى لا يعتاد جمهور حلمى عليها فى أعماله.
اضطراب الهوية
وخلال أحداث الفيلم يقدم أحمد حلمى، نموذجا جديدا لمرض اضطراب الهوية أو ما يعرف باضطراب تعدد الشخصيات، فبناءً على «اللبوسة» التى يأخذها بطل الفيلم لتعيد إليه الشغف بعمله، تنقسم شخصيته إلى اثنين، شخصية مصطفى الموظف الروتينى الخجول، وشخصية أكس وهى جزء من شبابه وماضيه، حيث كان ممتلئا بالشباب والحيوية والشغف، وتتصارع الشخصيتان داخل جسد واحد، ويدور صراعمها حول أي منهما سيستمر، ومن منهم ستلغى، ويستمر صراعهما حتى نهاية الأحداث، وهذا ما صدم منه الجمهور المنتمى لأفلام أحمد حلمى بأن كل أعماله السابقة خالية تمامًا من أي إيحاءات أو تلميحات قد يراها البعض خادشة، ولكنه فى التجربة الأخيرة قرر التمرد والرهان على فئة وشريحة جديدة من الجمهور.
الإيحاءات الجنسية
ولم تكن الإيحاءات والإسقاطات الجنسية هى السقطة الوحيدة لأحمد حلمى بفيلمه الأخير، وإنما استمراره على الاقتباس من أفلام أخرى دون الإشارة لتلك الأعمال، ليأتى فيلم «واحد تانى» استكمالا لسلسلة أفلام قدمها حلمى مقتبسة من أفلام أجنبية، ولكنها لم تلقَ مثل حالة الانتقاد والهجوم التى واجهها الفيلم الأخير، فسبق أن قدم حلمى أفلام «آسف على الإزعاج» و«1000 مبروك» و«إكس لارج»، وجميعها حققت نجاحا وإشادة كبيرة على المستويين النقدى والجماهيرى، وأن يرى البعض أن لجوء أحمد حلمى لما وصفه البعض بالتحايل على الجمهور من خلال «واحد تاني»، بسبب الإخفاق الجماهيرى الذى عاناه حلمى مع آخر أفلام خصوصا «خيال مآتة»، وسبقه فيلما «صنع فى مصر» و«لف ودوران».
وفى هذا الصدد تقول الناقد الفنية، ماجدة موريس، إنه رغم عدم مشاهدتها للفيلم حتى الآن إلا أنها من خلال البرومو الدعائى له استطاعت تكوين صورة ذهنية عن العمل وعن الفئة العمرية الموجه لها الفيلم، وحتى البرومو لا يمكن أن يكون مؤشر قياس على الفيلم، والذى غالبا ما تلجأ شركات التوزيع لإبراز العنصر التشويقى به لجذب الجمهور.
وليس شرط أن يكون كل ما جاء فى الإعلان يعبر كليا عن أحداث الفيلم كلية، ولكن إن كانت أحداث الفيلم بالفعل متضمنة هذا الكم من الإيحاءات التى عبر عنها الجمهور فهذا يعد سقطة فى تاريخ أحمد حلمى بعد التاريخ الطويل له من الرهان على فئة الجمهور العام، أن يفاجئ متابعيه بحرمان فئة من هم أقل من 16 عاما من مشاهدته.
أما عن الجانب الفنى فترى الناقدة أن التجربة الجديدة التى أقدم عليها حلمى، يعد اختلافا كبيرا فى مسيرته، وأن التغيير فى توجه اللون الفنى الذى يقدمه الممثل خاضع لمعادلة الرهان، وإن كانت المؤشرات الأولية لشباك التذاكر تشير إلى أن فيلم حلمى الجديد كسب الرهان، ولكن قد يكون هناك مردود آخر ومختلف على المدى البعيد.
ومن جانبها ترى الناقدة الفنية ماجدة خير الله، أنه من حق الفنان كل فترة أن يغير من جلده سواء من خلال اللون الفنى أو طبيعة الأدوار التى يقدمها، وفنان بقيمة وجماهيرية أحمد حلمى لديه من الذكاء ما يجعله مدرك تمامًا لتلك الخطوة المقبل عليها والمجازفة بتقديم لون فنى جديد حتى وإن كان داخل الإطار الكوميدى المصنف من ضمنه حلمى، ولكن الطبيعة الفنية بحاجة دائمًا للنضج والتغيير وحتى فى طبيعة الموضوعات المقدمة فمن حق أحمد حلمى أن يستهدف شريحة جديدة من الجمهور غير تلك المعتادة التواجد بدور العرض السينمائية لأفلامه وأن يتطرق لموضوعات جريئة، فكل فنان له حساباته.
أما عن سيل الانتقادات الموجهة لأحمد حلمى بسبب فيلمه الأخير بدعوى أنه خسر فئة الأطفال إحدى مكونات جماهيره، فهذا ليس منطقيا بالطبع، والدليل على ذلك الأرباح التى حققها فى أول أيام عرضه، وعن الأطفال غير المسموح لهم بدخول الفيلم داخل دور العرض، فتواجد المنصات الإلكترونية خلال أيام قليلة ستتيح لهم الفيلم دون أي رقابة، ففى ظل الانفتاح الفنى لم يعد هناك أي قيود، فإن كان حلمى خسر فئة بالتالى كسب فئات أخرى.
وعلى الجانب الآخر، انتقد وبشدة الكاتب والناقد الفنى طارق الشناوى فيلم واحد تانى، واصفًا إياه بالتغيير غير المحمود وأن أحمد حلمى فقد بوصلته، وأنه اعتاد قديما اختيار أفلام من خارج الصندوق ولكن بفيلمه الأخير جاء بفكرة من قعر الصندوق أو "القفة"، حسبما وصفها الناقد فى إحدى مقالاته.
نقلًا عن العدد الورقي…