رئيس التحرير
عصام كامل

ضمانات أمنية مؤقتة.. سيناريوهات قرار الناتو لحماية السويد وفنلندا من أي عدوان روسي

الناتو
الناتو

ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن مجموعة من أعضاء حلف شمال الأطلسي عرضت على فنلندا والسويد ضمانات أمنية مؤقتة بعد أن أعلنت الدولتان الاسكندنافيتان عزمهما الانضمام إلى التحالف الغربي للحماية من ”أي عدوان روسي محتمل“.

وقالت المجلة إنه ”منذ الإعلان التاريخي للدولتين، أثار المسؤولون الغربيون مخاوف من احتمالية -وإن كان غير مرجح- رد روسي انتقامي ضد فنلندا والسويد خلال الفترة الانتقالية بين الإعلان عن محاولتهما الانضمام إلى الناتو وقبولهما رسميا كأعضاء جدد“.

وأشارت المجلة إلى أن ”النرويج والدنمارك وأيسلندا الأعضاء في الناتو، أصدرت بيانا مشتركا لدعم قرار السويد وفنلندا، وتعهدت بدعم انضمام البلدين السريع إلى الحلف ومساعدتهما ضد أي عمل انتقامي محتمل“.

وأضاف البيان: ”أمن فنلندا والسويد هو موضع اهتمام مشترك لنا جميعا. إذا وقعت أي من الدولتين ضحية للعدوان على أراضيها قبل الحصول على عضوية الناتو، فسنساعدهما بكل الوسائل اللازمة“.

تكتيكات هجينة

في سياق متصل، نقلت مجلة ”فورين بوليسي“ عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قولهم، إن ”احتمال قيام روسيا بأي تحركات عسكرية علنية ضد فنلندا أو السويد، بعيد المنال، لكنهم حذروا من أن الكرملين قد يقوم بالرد على شكل تكتيكات هجينة، مثل الانتقام الاقتصادي أو الهجمات الإلكترونية أو حملات التضليل“.

وأشارت المجلة الأمريكية في تقرير لها، إلى أن ”إضافة عضو جديد إلى الناتو تتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء الحاليين البالغ عددهم 30 عضوا، وهي عملية قد تستغرق أشهرًا؛ إذ يتعين على البرلمانات عبر الحلف الموافقة على خطة توسيع الناتو“.

ورأت المجلة، أنه ”مع تعثر الجيش الروسي في أوكرانيا وعدم تقدمه بسرعة، من المرجح أن تتخذ أي محاولات من جانب موسكو لضرب فنلندا أو السويد، شكل تهديدات غير عسكرية مختلطة“.

وفي هذا الصدد، قالت ”فورين بوليسي“: ”يعتقد المحللون أن الرد الروسي قد يأتي على هيئة هجمات إلكترونية على البنية التحتية، ومحاولات التدخل، والمضايقات العامة فقط“.

ونوهت إلى أنه فيما يتعلق بالسويد، ”تأتي فترة الانضمام للناتو في وقت حساس سياسيّا، قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل؛ ما يجعلها عرضة للتدخل الروسي من حيث المعلومات والتكنولوجيا“.

واعتبرت المجلة أن ”رد روسيا كان ضعيفا نسبيّا حتى الآن، على الرغم من تحذير موسكو ستوكهولم وهلسنكي لسنوات من الانضمام إلى الناتو، ووصف توسع الحلف بأنه تهديد وجودي لروسيا“.

ولفتت إلى أن انضمام السويد وفنلندا للناتو ”قد يطرح تساؤلات عدة حول الموقف الدفاعي للتحالف“، مضيفة أن البلدين ”يعتبران من دول القطب الشمالي، وهي منطقة تستثمر فيها روسيا بشكل كبير عسكريا“.

وأشارت المجلة إلى أن ”انضمام فنلندا بصفة خاصة، سيؤدي إلى مضاعفة حجم الحدود المشتركة بين الناتو وروسيا“.

ونقلت عن راشيل ريزو، وهي زميلة بارزة في ”برنامج أوروبا“ التابع للمجلس الأطلسي، قولها ”هذا تأثير خطير للغاية على انضمام فنلندا على الأقل. إن ما يعنيه ذلك عسكريّا سيكون شيئا يجب النظر إليه عن كثب“.

الجريدة الرسمية