تفاصيل مخطط الاحتلال لإقامة قطار هوائي بالقدس
في إطار استمرار مخطط "تهويد القدس" وتسهيل وصول الإسرائيليين إلى الحرم القدسي الشريف أعلنت إسرائيل مشروع القطار الهوائي، الذي يربط جبل الزيتون في باب المغاربة بحائط البراق ويشوه على طول مساره معالم فلسطينية من أبرز معالم المدينة.
وبدأ الحديث عن هذا المخطط عن طريق ما تسمى بـ"سلطة تطوير القدس"، حيث قد أعلنت، قبل عامين، عن انطلاق مشروع "القطار الهوائي" في محيط البلدة القديمة بالشراكة مع بلدية القدس ووزارتي المواصلات والسياحة، حيث تعتبر "السلطات الإسرائيلية" بأن هذا المشروع هو ضمن "المشاريع القومية الوطنية للمواصلات ونقل السياح الى البلدة القديمة"، ولكن حاليًّا تمت المصادقة فعليًَّا على المشروع.
وفي إطار هذا المخطط الذي يرفضه الأهالي والتجار والجمعيات المدنية الفلسطينية، فإن هناك العديد من المخاطر المترتبة عليه.
والهدف المركزي من هذا المخطط، هو تسهيل عملية وصول "المصلين اليهود"، إلى المسجد الأقصى وأداء الصلاة هناك. وبموجب المخطط يمر القطار بين "حديقة الجرس" المحاذية لحي الطالبية، وموقع في قرية سلوان، حيث تخطط جمعية "إلعاد" الاستيطانية لبناء مركز كبير للزوار هناك. وبين هاتين المحطتين سيكون للقطار الهوائي محطة أخرى في موقف "جبل صهيون".
ويشمل المخطط نقل حوالى ثلاثة آلاف مسافر في الساعة في كل اتجاه، بحيث لا يتعدى السفر أربع دقائق ونصف الدقيقة. وفي بيان لوزارة السياحة الإسرائيلية فإن القطار سيكون أداة المواصلات الجماعية الأكبر في منطقة البلدة العتيقة في القدس.
الاحتلال ومستوطنيه
ويؤكد الناشط المقدسي ناصر حمامرة لوسائل إعلام فلسطينية، أن مصادقة المحكمة "الإسرائيلية" العليا على إقامة القطار الجوي الممتد حتى عمق البلدة القديمة في القدس، لجاء لـ"تكريس وجود الاحتلال ومستوطنيه في المدينة بحيث تصبح ذات طابع يهودي كامل".
ويعد حمامرة، هذا المشروع خطوة متقدمة تسعى من خلالها سلطات الاحتلال إلا أن تكون المدينة المقدسة عبارة عن مكون "إسرائيلي تلمودي بشكل كامل".
و"تحاول حكومات الاحتلال منذ زمن طويل فرض السيادة (الإسرائيلية) على مدينة القدس في عملية تعويضية بمختلف المستويات السياسية والأمنية والقضائية، عبر بناء مشاريع وتمرير مخططات لصالحه"، كما يقول حمامرة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".
وأضاف أن "مشروع تمرير القطار الجوي هو مخطط له مسبقًا في دوائر الحكومة في "تل أبيب" ويعكس مستوى عدائية كيان الاحتلال ضد الإرث المقدسي والفلسطيني الموجود في القدس وبدلتها وأحياؤها".
عمليات هدم
وأوضح الناشط المقدسي، أن مسار القطار سيتخلله عمليات هدم وتغيير ديمجرافي في البلدة يؤثر على الموروث الثقافي والحضاري والمعماري الفلسطيني، مشيرًا إلى أن البلدة القديمة غير مؤهلة لأي تغير معماري.
الخارجية الفلسطينية
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، مصادقة المحكمة العليا الإسرائيلية، على إقامة خط للقطار الهوائي في عمق البلدة القديمة في القدس المحتلة، ورد جميع الالتماسات التي قدمت ضد هذا المشروع الاستيطاني التهويدي.
واعتبرت الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، اليوم الأحد، خط القطار جزءًا لا يتجزأ من حملات تهويد القدس وبلدتها القديمة، وتشويه هويتها الحضارية الفلسطينية المسيحية الإسلامية، وجزءًا من حملات تغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم.
وأكدت أن «قرار المحكمة الإسرائيلية دليل آخر على أن منظومة القضاء والمحاكم في دولة الاحتلال جزء من منظومة الاحتلال نفسه، وتعمل لخدمة مخططاته الاستعمارية التهويدية، ودليل قاطع على كذب ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بشأن حرصهم على عدم تغيير الوضع القائم في القدس وبلدتها القديمة ومقدساتها».
حماس
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، مصادقة المحكمة العليا الإسرائيلية على إقامة قطار هوائي في القدس المحتلة.
وأوضح الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان، أن "القطار يحمل في طيّاته أبعادًا سياسية وعُمرانية خطيرة، ستؤثّر على قلب مدينة القدس وأحيائها القديمة".
وأضاف برهوم أن "المشروع جزء لا يتجزأ من مشاريع التهويد الصهيونية المستمرة التي تسعى إلى تغيير وطمس معالم المدينة العربية والإسلامية وهويتها الحضارية".
ودعا "المؤسسات الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى سرعة التحرك لوقف تلك المخططات والمشاريع التي تهدّد الوجود الفلسطيني، وطابعها الحضاري ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، في انتهاك صارخ للمواثيق والقرارات الدولية كافة".
وأشار برهوم إلى، أن "ذلك يستدعي أيضًا حراكًا قويًّا من السلطة الفلسطينية، بوقف علاقاتها الأمنية مع الاحتلال، والتوجه إلى المحاكم الدولية، لإدانة الاستيطان، ومحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ومدينة القدس المحتلة".
وصادقت المحكمة الإسرائيلية، أمس الأحد، على إقامة خط للقطار الهوائي (تليفريك)، وذلك بعد رد الالتماسات التي قدمت ضد المشروع.
