رئيس التحرير
عصام كامل

هالة السعيد: حياة كريمة تساهم في تحسين جودة الحياة لـ 34 مليون سيدة

الدكتور أحمد كمالي
الدكتور أحمد كمالي نائب وزيرة التخطيط

افتتح أحمد كمالي نائب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية نيابة عن الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للنوع الاجتماعي لمجموعة العمل متعددة الأطراف للبنوك التنموية المعنية بقضايا النوع الاجتماعي للعام 2022، والذي يعقدها البنك بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي، تحت رعاية وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارة التعاون الدولي، والمجلس القومي للمرأة في الفترة من 16 إلى 19 من مايو الجاري بالقاهرة، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، والدكتور منصور مختار نائب رئيس البنك الإسلامي للتنمية، فايول أمبرواز نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي.
وقالت الدكتورة هالة السعيد في كلمتها التي ألقاها عنها الدكتور أحمد كمالي نائب الوزيرة، إن القمة تشهد مشاركة رفيعة المستوى، باعتبارها ملتقى تنموي ومنصة للحوار وتبادل الآراء والخبرات بين ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وكذا المنظمات الدولية والإقليمية، والجامعات والمراكز البحثية المتخصصة، والتي تسعى جميعها لتعزيز التعاون لإيجاد الحلول والمعالجات لقضايا المساواة بين الجنسين.  

وزارة التخطيط


وأشارت الدكتورة هالة السعيد إلى ما يشهده العالم من متغيرات اقتصادية واجتماعية وبيئية متسارعة تؤثر سلبًا على الجهود التي تبذلها الدول للتمكين الاقتصادي للمرأة، متابعه أنه من ثَمَ، تأتي أهمية تكثيف الاهتمام بقضايا تمكين المرأة في المجالات كافة في إطار تعزيز دعائم تحقيق "الهدف الخامس" من أهداف التنمية المستدامة الأممية 2030 المتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وزارة التخطيط

وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن التقارير تشير إلى أن النساء شكلت ثلثي من فقدوا وظائفهم على مستوى العالم من جراء جائحة كوفيد 19، متابعه أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة توقعت أن يفضي تفشى جائحة كورونا إلى خسارة 1.7 مليون وظيفة في المنطقة العربية من بينها نحو 700 ألف وظيفة تشغلها النساء، بنسبة 41%. 

وزارة التخطيط


وأكدت هالة السعيد أن مصر اتخذت حزمة من الإجراءات لمساندة المرأة منذ بداية الجائحة، موضحة أن مصر أول دولة في العالم تصدر "ورقة سياسات حول الاستجابة السريعة لوضع المرأة أثناء تفشي كوفيد -19"، وذلك لمتابعة تأثيرات الوباء على النساء والفتيات، ووضع آلية استجابة تضمن إدماج النساء في مجالات صنع واتخاذ القرار أثناء إدارة الأزمة لتحسين آليات مراقبة الأمن الصحي والكشف والوقاية الصحية، وإطلاق مبادرات تدعم المشاركة الاقتصادية للمرأة.

وزارة التخطيط


كما أضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أنه تم العمل كذلك على تطوير إتاحة التمويل متناهي الصغر الموجَّه للمرأة، حيث قفز التمويل متناهي الصغر من 8.1 مليار جنيه عام 2019 إلى 9 مليارات جنيه عام 2020، حيث استحوذت النساء على 62% من إجمالي عدد المستفيدين بعدد 54 ألف مستفيدة.

وأشارت الدكتورة هالة السعيد في كلمتها التي ألقاها عنها الدكتور أحمد كمالي إلى أن كل تلك الجهود أثمرت عن مجيء مصرُ في المركزَ الأولَ في التقريرِ الصادرِ عن هيئةِ الأممِ المتحدة للمرأةِ وبرنامجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائي حول الإجراءاتِ التي اتخذتها الدول حول العالم لمساندةِ المرأةِ خلالَ جائحة كوفيد- 19.

وتطرقت هالة السعيد كذلك إلى تأثيرات ظاهرة تغيّر المناخ وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية التي تحول دون استفادة شعوب الدول النامية من جهود التنمية، موضحه أن خطورة ظاهرة تغيّر المناخ على تنعكس على الأصعدة كافة، بما في ذلك قطاعات اقتصادية رئيسية مثل الزراعة والموارد المائية والطاقة، والبنية التحتية، والتجارة وسلاسل التوريد والإمداد، إلى جانب الآثار على قطاعات الصحة العامة، والأمن الغذائي، والتعليم، وفرص العمل، وما يستتبعه ذلك من آثار سلبية على جهود الدولة لتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة.

وأشارت هالة السعيد إلى استضافة مصر لقمة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغيّر المناخ COP 27 لعام 2022 في شهر نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ، موضحة أن مصر تستهدف من هذه الخطوة تحقيق تقدّمًا ملموسًا في مجالات الأولوية، كتمويل المناخ والتكيّف والخسارة والأضرار، مؤكدة أن التمويل يمثل حَجر الزاوية لتنفيذ التعهّدات الوطنية لدعم ما تَتَكبّده الموازنة العامة للدولة من أعباء لتمويل أنشطة التكيّف مع التغيَرات المناخية، عوضًا عن توجيهها للجوانب التنموية.

وأوضحت في الكلمة التي ألقاها عنها الدكتور أحمد كمالي أن الدولة المصرية تعمل على تهيئة البيئة التي تساعد المرأة على ممارسة حقوقها التي يكفلها الدستور، وتحقيقًا لذلك تمثلُ قضايا المرأةِ وجهود تمكيِنها سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا نقطةَ التقاءِ مُضيئة في جميعِ محاورِ رؤيةِ الدولة المصرية وبرامِجها التنموية، مشيرة إلى إطلاق دليل التخطيط المٌستجيب للنوع الاجتماعي الذي يهدف لدَمج البٌعد الاجتماعي في جميع الخطط التنموية.

وتطرقت الدكتورة هالة السعيد إلى ما تعمل عليه الدولة من مشروعات ومبادرات لدعم المرأة وتمكينها والتي تضمنت المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري "حياة كريمة"، موضحة أن المبادرة تساهم في تحسين جودة الحياة لنحو 34 مليون سيدة لما توفره من خدمات الصحة الجيدة، والسكن اللائق، وفرص العمل، بالإضافة إلى المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، والذي جاءت محاوره لتحقق التمكين الاقتصادي للسيدات، وتقديم الحوافز المادية المشروطة بالالتزام بالضوابط التي تضمن صِحة المرأة وتحسين ظروفها المعيشية.

وتابعت هالة السعيد أن جهود الدولة واهتمامها بقضايا بالمرأة لم تتوقف عند ذلك بَل تم تنفيذ حِزمة من البرامج والمبادرات للعمل على بناء قدرات المرأة المصرية وتأهيلها لمزيدٍ من المشاركة الفاعلة في جهود التنمية وتبوء المناصب القيادية، مشيرة إلى تدريب نحو أربعة آلاف سيدة من 12 محافظة في برنامج القيادات النسائية التنفيذية، والذي أطلق المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، لتولي المناصب القيادية، مع تزويد النساء بالمعرفة اللازمة حول الموضوعات المتعلقة بتغير المناخ، مضيفة أنه على المستوى القاري تم تدريب 450 امرأة من 45 دولة.

كما أكدت هالة السعيد أن الدولة تعمل على تكثيف جهودها لتنفيذ برامج التدريب للسيدات والفتيات في المجالات التكنولوجية والرقمنة، ومن بينها تدريب نحو 2000 سيدة من خلال مبادرة هي لمستقبل رقمي، التي تهدف إلى تدريب 8 آلاف سيدة بنهاية عام 2022.

وعلى مستوى جائزة مصر للتميز الحكومي بفئاتها المختلفة والتي يتم تنظيمها برعاية رئيس الجمهورية، أوضحت هالة السعيد أن نسبة الإناث الفائزات بالجائزة بلغت نحو 30% من الفائزين، موضحة أنه تم استحداث "جائزة التميز الحكومي لتكافؤ الفرص وتمكين المرأة" كفئة خاصة من فئات التميز المؤسسي.

وتابعت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أنه توافقًا مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، والتي تستهدف تولي المرأة المناصب الإدارية العُليا بنسبة 30% بحلول عام 2030، فقد أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية قرارًا تبعه قرار آخر للبنك المركزي المصري بوجوب تمثيل اثنتين من الكوادر على الأقل في مجالس إدارات الشركات والجهات العاملة في مجال الأنشطة غير المصرفية ومجالس إدارة البنوك.

وأشارت هالة السعيد إلى ماحققته مصر من مستويات تاريخية غير مسبوقة لنسب تمثيل المرأة في البرلمان المصري لتكن الأولى عربيًا والـ 16 عالميًا، حيث بلغت نسبة تمثيل السيدات في البرلمان المصري 28% ونحو 13.3% بمجلس الشيوخ، موضحة أن كل ذلك تكلل بتوجيه السيد الرئيس بالاستعانة بالمرأة في النيابة العامة ومجلس الدولة وذلك تأكيدًا على جدارة المرأة في تولي المناصب المختلفة، مشيرة إلى صدور القرار التاريخي "ببدء عمل العُنصر النسائي في مجلس الدولة والنيابة العامة "، وتعيين 98 قاضية جديدة في مجلس الدولة في يونيو 2021.
وأضافت الدكتورة هالة السعيد أن الجهود والخطط المتواصلة أثمرت في تَحسَّن وضع مصر في المؤشر الفرعي للتمكين السياسي للمرأة في مؤشر فجوة النوع الاجتماعي الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي في 2021 بنحو 55 مرتبة، لتأتي في المرتبة 79 عام 2021 مقارنة بالمرتبة 134 في عام 2014، مع ارتفاع نسبة السيدات اللاتي لديهن حسابات بنكية لنحو 16 مليون سيدة بمعدل نمو 163% بين عامي 2016 و2021.

واختتمت هالة السعيد كلمتها التي ألقاها نيابة عنها د.أحمد كمالي نائب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، مؤكدة أن التمكين الاقتصادي للمرأة لم يَعُد مُجرد حديث ذي بُعد اجتماعي أو يهدف فقط إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وإنما أصبح ضرورةً اقتصاديةً لتعظيم الاستفادة من الطاقات الإنتاجية والإبداعية التي وهبها الله للمرأة وما تٌحققه من قيمة مٌضافة تٌسهم في النمو الشامل والمستدام.

الجريدة الرسمية