محمد عبلة الفائز بأرفع وسام ألماني: أنتظر 28 أغسطس بشغف.. و"جوته" جائزة لمصر ( حوار )
لا أنتمى لمدرسة فنية والفن حرية نبحر فيها ونتنوع بداخلها
الفنان التشكيلى ليس "ترزيا" يفصل أي نوع
ارتبطت بألمانيا منذ بدايتى الفنية وبالأخص الشاعر الألمانى المخضرم جوته
توجد حالة انتعاشة فنية.. وأتمنى أن يصل الفن التشكيلي للجميع
سعيد بتتويج مشواري بهذا التقدير الكبير
أدخل الفنان التشكيلى القدير محمد عبلة الفخر والفرحة على الوسط الثقافى المصرى والعربى عقب حصوله على تكريم شديد التميز، وهو وسام جوته من ألمانيا، ليصبح أول فنان تشكيلى وثالث عربى يحصل عليه بجانب الشاعر السورى الكبير أدونيس، وأستاذ الفلسفة الدكتور عبد الغفار مكاوى.
ووسام جوته يعد الجائزة الثقافية الأعلى فى ألمانيا، يتم منحه لكبار الشخصيات العامة من جميع أنحاء العالم الذين قدموا خدمات مميزة للتبادل الثقافى الدولى.
وفي حوار خاص على خلفية فوزه بالوسام الألماني الرفيع..أعرب “عبلة ” صاحب الرؤية الفنية الخاصة وبصمات الجمال الواضحة فى الفن التشكيلى عن سعادته بحصوله على وسام جوته لعام 2022، مؤكدا أن فوزه بمنزلة فوز لمصر والفن التشكيلى العربى أجمع.
وتحدث “عبلة” لـ«فيتو» عن كواليس الترشح وحيثيات استحقاق الوسام الأعلى فى ألمانيا، وإلى نص الحوار:
*بداية.. كيف استقبلت خبر اقتناص وسام جوته 2022؟
أُرسل إلىَّ خبر الفوز بريدًا خاصًا من اتحاد الألمان، وحينها بدأت تتسرب سعادة لا يُمكن وصفها بداخلى.. فحصولى كأول تشكيلى مصرى على الوسام فخر كبير، خاصة كونه من جهة ثقافية وسياسية ذات باع كبير بالوسط الثقافى المصرى والعالمى، وباعتباره أرفع وسام ألمانى فى مجالى الثقافة والعلوم.. فهو تكريم غال لرحلة فن طويلة قضيتها بين مختلف فصائل الفن التشكيلى، كذلك فخر لي أن يأتى اسمى كثالث عربى يحصل على الوسام الأبرز بألمانيا عقب عبد الغفار مكاوى وشاعرنا الكبير أدونيس، وأنتظر بفارغ الصبر 28 أغسطس تاريخ تسليمى الوسام بمدينة فايمار فى احتفالية كبرى يحضرها رئيس الحكومة الألمانى.
هذا ليس وسامًا لمحمد عبلة وإنما لمصر، لأن من حصلوا على هذا الوسام فى العالم قلائل، وأن تأتي الجائزة من ألمانيا هذا البلد العريق ويبلغونى باختيارهم لى للفوز بهذا الوسام فهو أمر مميز وتكريم جاء من ثقافة بعيدة عنا شعرَت بالفن المصرى وقدرت ما أقدمه من فنون على مدار مشوارى.
*ماذا عن حيثيات الترشح لوسام جوته الألمانى؟
دائمًا ما كُنت أقترن بالفنون الألمانية.. فحقًا كما جاء ببيان الجائزة أجد أننى وسيط أصيل بين المجتمع المصرى والمجتمع الأوروبى، وذلك نسبة للانغماس الشديد بثقافة أوروبا والتعايش مع أفراد تلك المجتمعات خاصة فى النمسا وسويسرا، فكثيرًا ما عشت وتعلمت ومارست الفن التشكيلى هناك.
*ما مدى تأثير جوته عليك كفنان تشكيلى؟
كما ذكرت منذ بدايتى الفنية وأنا مرتبط بألمانيا وبالأخص الشاعر الألمانى المخضرم جوته وعندما يرتبط اسمى باسمه بأى شكل من الأشكال، فهذا حدث عظيم بالنسبة لى.. فكان جوته متنوعا بشكل كبير كشاعر وروائى، ومهموم حقيقى بقضايا الفنون والآداب ويعرف قيمته وأهمية أعماله، وكانت روايته الأولى «آلام فارتير» معبرة عن الشباب فى جيله.
ومن أسعده الحظ ويستطيع أن يقرأ بالألمانية سيجد مذاقا خاصا لإشعاره.. علاوة على أنه أحد الذين لفتوا الأنظار للحضارة العربية فى أوروبا، لذا فهو شخص ملهم قدم للبشرية الكثير من الأعمال الخالدة، يكفى مثلا مسرحية «فاوست» التى ظل يكتب فيها أكثر من 20 عامًا بكل حب وإتقان وتميز.
*رجوعًا للبدايات.. ما المدرسة الفنية التى ينتمى إليها محمد عبلة؟
أنا فى الحقيقة لا أنتمى لمدرسة فنية بعينها.. ودائما ما أجد الفن حرية نبحر فيها، نتنوع بداخله، حيث إننى أمارس الفن بطرق مختلفة وأُمارسه بالقرار فمن الصعب أن أتصنف لمدرسة معينة.
*يقترن التشكيلى «عبلة» بالنحت والتصوير والكاريكاتير.. هل يستطيع فنان واحد أن يمارس كل أنواع الفن التشكيلى؟
بلا شك من الممكن أن يمارس الفنان كل الفنون التشكيلية.. حيث إن كل الفنون مرتبطة ببعضها وتسلم بعضها، فالأمر بالنسبة لى أنني أمارس الرسم والنحت والحفر والتصوير يعنى كذا شيء.. فدائمًا الهدف هو أن يوثق الفنان التشكيلى الظاهرة أو الفكرة الذى يريد إظهارها للناس بشكل إبداعى ولا بد أن يكون مهتما بها، ولا بد أن تكون مؤثرة في المجتمع.
فليست كل ظاهرة يتم توثيقها وإلا أصبح الفنان التشكيلى مثل "الترزي" الذى يفصل أي نوع، فكما أن للفن التشكيلى دورًا فى كل شيء.. فالفنان من حقه أن يُمارس كل شيء.
*أخيرا.. كيف يرى محمد عبلة المشهد التشكيلى فى مصر؟
توجد حالة جيدة إلى حد ما من الانتعاشة الفنية.. حيث توجد جاليرات ومعارض وقاعات للفن التشكيلى أكثر مما سبق، وتوجد أجيال كثيرة من الفنانين التشكيليين الشباب ظهروا ويمارسون الفن بجميع أنواعه بداية من الرسم وصولًا للخزف، لكن ما زلت أتمنى أن يصل الفن التشكيلى إلى أكبر قطاعات من الناس.. ونبدأ الترويج للمعارض التشكيلية بشكل أكثر انتشارًا، سواء للمعارض التابعة لقطاعات وزارة الثقافة أو تلك المعارض التى يتم إنشاؤها بمجهودات الخاصة.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
