رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس الجامعة العربية يجتمع لتأبين الشيخ خليفة بن زايد

مجلس الجامعة العربية
مجلس الجامعة العربية

اجتمع مجلس الجامعة العربية لتأبين الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الراحل بحضور السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي.

 

الجامعة العربية 


وبدأ الاجتماع بوقوف المندوبين الدائمين دقيقة حدادًا على روح الراحل، وأكدت مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة ومندوبتها الدائمة لدى الجامعة العربية، أن الإمارات والأمتين العربية والإسلامية فقدت زعيمًا زخرت حياته بالعديد من المحطات المضيئة، موضحة أنه تحمل المسؤولية في سن مبكرة، وكان السند والعضد لمؤسسي الاتحاد، ففي بداية العشرينات من عمره، قام بدور المبعوث الأقوى لوالده الشيخ زايد بن سلطان خلال عملية تأسيس الاتحاد على المستوى الداخلي والخارجي، بل وساهم في تعزيز علاقات دولة الإمارات بحلفائها الرئيسيين، لتبرز حكمته في كل ما قام به في سبيل نهضة الدولة وتقدمها.


التمكين السياسي

 

وأضافت الكعبى: إن حكم الشيخ خليفة، رحمه الله، تميز منذ تسلمه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2004، بمواصلة النهج الحكيم للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مستمرًا في مسيرة العمل والإنجاز بكل أمانة، فكانت مرحلة التمكين، فوضع بصماته في برنامج التمكين السياسي، الذي أطلقه رحمه الله، في العام 2005، وكانت أول انتخابات للمجلس الوطني الاتحادي، ضمن برنامج التمكين، الذي كان هدفه تمكين أبناء الوطن وإشراكهم في صناعة مستقبل الإمارات.

ولفتت إلى أنه كان لتمكين المرأة الإماراتية أولوية في فكر الشيخ خليفة، رحمه الله، حيث تتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات، وساهمت بفاعلية في مسيرة التنمية والتطوير والتحديث، من خلال مشاركتها في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومختلف المواقع القيادية المتصلة باتخاذ القرار، إضافة إلى حضورها الفاعل على ساحات العمل العربي والإقليمي والدولي.

 

دعم القضايا العربية والإسلامية

 

وقالت إن دولة الامارات قطعت شوطًا استثنائيًا في ميدان السياسة الخارجية، في ظل رئاسة الشيخ خليفة بن زايد، لإدراكه أن التعاون والعمل المشترك هو السبيل الأفضل لمواصلة التنمية واستقرار المنطقة، مؤكدة أنه عمل على تكريس الدور الإماراتي الداعم للقضايا العربية والإسلامية، إلى جانب العمل مع مختلف دول العالم، بما يخدم مصالح الإمارات والمنطقة وليرسخ الدور المحوري للدولة إقليميًا وعالميًا، وهو الأمر الذي فتح آفاقًا غير مسبوقة للتعاون والتنسيق بين دولة الإمارات ومختلف الدول العربية وخلق الشراكات والتعاون والحوار.

ونوهت بأن الشيخ خليفة، قاد دولة الإمارات في فترة واجهت فيها المنطقة العربية ظروفًا قاسية وصعبة، بكل حنكة، لتعبر الدولة هذه المرحلة بمزيد من الإنجاز والتنمية وهي أكثر استقرارًا وأمانًا، ولم تقف عند ذلك بل كانت عونًا وسندًا للأشقاء ودعمهم لمواجهة التحديات، فقد لعبت الإمارات في تلك المرحلة دورًا متقدمًا في الدفاع عن أمن واستقرار دول المنطقة.

وشددت الكعبي، على أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستواصل، في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تحقيق ما بدأه السلف في العمل من أجل التضامن العربي وكل ما من شأنه أن يساهم في رفعة هذه الأمة وكرامة إنسانها ودعم العلاقات العربية مع الدول الشقيقة والصديقة.

 

ثمرة لشجرة زايد

 

وأكد سفير لبنان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة علي الحلبي، أن الشيخ خليفة كان ثمرة لشجرة زايد المثمرة، حيث حقق إنجازات كبيرة على كافة الأصعدة، وساهم في رفعة مكانة بلاده، سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي، لافتًا إلى العلاقات القوية التي جمعت بين الرئيس الإماراتي الراحل ودولة لبنان، موضحًا أنه ساهم بدور كبير في دعم الدول العربية خلال سنوات حكمه.

وأشار إلى أن رحيله يبقى مؤلمًا، سواء لدولة الإمارات أو للدول العربية، معربًا عن عزاء لبنان حكومة وشعبًا في هذا المصاب الأليم.

 

أرسى دعائم الخير

 

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير خليل إبراهيم الذوادي: إن إقامة حفل التأبين للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تمثل فرصة لنستذكر بكل الفخر إنجازات هذا الرجل سواء على الصعيد الوطني في دولة الإمارات أو على صعيد الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، موضحًا أنه نذر نفسه للسير على هدى والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فحمل الأمانة، واضطلع بالدور الكبير في نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة هو وإخوانه حكام الإمارات الكرام.

وأعرب الزوادي عن عزاء جامعة الدول العربية لشعب دولة الإمارات وأسرة آل نهيان الكرام، في هذا المصاب الجلل، لافتًا إلى أن ذكراه ستظل خالدة تقتدي بها الأجيال، فقد أرسى دعائم الخير والبذل والعطاء، وكان مخلصًا لوطنه وأمته ومواقف دولة الإمارات واضحة وجلية في القضايا التي تعالجها الجامعة العربية بيت العرب، وكذلك في المنظمات الإقليمية والدولية، مؤكدًا ثقته بأن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سيسير على نهج والده، طيب الله ثراه، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكذلك سيرة ونهج أخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه.

خليفة بن زايد 

 

وأشاد الأمين العام المساعد للجامعة العربية، بما تحقق في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على صعيد تنمية ونهوض الإمارات، مبينًا أنه تم تخصيص 16 مليار درهم لتطوير البنية التحتية للمطارات والموانئ والطرق، وحققت دولة الإمارات المركز الأول في العالم في مؤشر الوصول الى الكهرباء، فضلًا عن تركيزه منذ توليه الحكم على تطبيق خطة استراتيجية طموحة، وإشرافه على تطوير قطاعي النفط والغاز والصناعات التحويلية وغيرها من المشاريع التنموية والاقتصادية والإنجازات السياسية والاجتماعية والثقافية.

ونوه السفير الزوادي بمبادرة تطوير السلطة التشريعية والعديد من المبادرات والقرارات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة واعتماده على مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، مما ساهم في تعزيز المجالات والإرتقاء بمستواها، مؤكدًا أن الراحل الشيخ خليفة، حقق الكثير من الإنجازات التنموية النوعية في شتى المجالات، وسجلت الدولة حضورًا سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا قويًا على كافة الصعد. إنجازات كثيرة وراءها رجل آمن بتطوير بلاده ورخاء شعبه ودوره تجاه وطنه.

الجريدة الرسمية