رئيس الوزراء الإسرائيلي يحذر من اغتيال منصور عباس
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال حوارات أجراها مع مقربين منه، من تهديدات قد تمس حياة شريكه الائتلافي منصور عباس، زعيم «القائمة العربية الموحدة»، وفق ما كشفته القناة الإسرائيلية السابعة.
رئيس الوزراء الاسرائيلي
وذكرت القناة، مساء السبت، أن مخاوف تنتاب بينيت من خطر يهدد حياة عباس، ولا سيما من جانب أولئك الذين يعارضون شراكة ”القائمة العربية الموحدة“ مع الائتلاف الحكومي.
ونوهت إلى أن بينيت عبر عن هذه المخاوف في الفترة الأخيرة وخلال أحاديث شخصية، إذ نقلت عنه: «يواجه منصور عباس خطرا يهدد حياته، ربما يتم قتله».
وأكدت القناة أن المعلومات المشار إليها تنضم إلى ما أكدته صحيفة «هآرتس» في وقت سابق، كما أوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يحدد طبيعة المعلومات الاستخبارية التي وضع على أساسها هذه التقديرات.
ومع ذلك، نقلت عن بينيت، بناء على تلك الحوارات الخاصة، قوله: إن «التحريض ضد عباس قد يعطي زخما لعرب يحملون الجنسية الإسرائيلية ويعارضون شراكة عباس مع الائتلاف».
ووفقا لما أوردته القناة السابعة، يتعرض عباس لتهديدات من القطاع العربي في إسرائيل، وعلى شبكات مواقع التواصل الاجتماعي منذ تشكيل الحكومة وانضمامه إليها.
وأوضحت أنه قبل أسبوعين، أطلق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار، تصريحات توجه خلالها مباشرة إلى منصور عباس وحزبه.
ونقلت جانبا من تلك التصريحات والتي جاء فيها: إن «تشكيلكم شبكة أمان لهذه الحكومة التي تستبيح الأقصى، إنما هو جريمة لا تغتفر».
وقال أيضا: «حقيقة أنك تتصرف كغطاء أمان لهذه الحكومة، هي جريمة لن تغفر لك أبدا، إنك ترفض دينك وهويتك العربية وهويتك الوطنية».
مضيفا: «حين يقول عربي إن هذه دولة يهودية، هو ذروة الانحطاط، لقد حققت إنجازات قليلة للمجتمع العربي مقابل استباحة الأقصى».
منصور عباس
ورد منصور عباس على ذلك، بقوله: «نحن لا ندين ليحيى السنوار أو لأي شخص آخر بشيء، نحن نفعل ما هو في مصلحة المجتمع العربي والشعب الفلسطيني».
يشار إلى أن النائب منصور عباس كان قد أدلى بتصريحات للصحفيين قبل أيام، أكد خلالها على تمسكه بالتزاماته بالاتفاق مع الائتلاف الحاكم، وذلك بعد أن جمد نواب «القائمة الموحدة» في وقت سابق عضويتهم وقاطعوا جلسات التصويت على خلفية التوترات بشأن الأقصى.
وذكر منصور عباس أنه أجرى اتصالات مع الشركاء الائتلافيين، وتوصل إلى تفاهمات لصالح الجميع.
واعتبر أنه سيكون خطأ فادحا لو تقرر الذهاب إلى انتخابات جديدة، متوقعا أن «مثل هذه الانتخابات ستعيد نتنياهو إلى السلطة».
وتسبب موقف منصور عباس هذا في قرار اتخذته المعارضة، التي يقودها بنيامين نتنياهو بسحب مشروع قانون حل الكنيست.
الجدير بالذكر أن موقف منصور عباس الداعم لحكومة نفتالي بينيت، لا يعد سببا لتلقيه انتقادات من الشارع العربي في إسرائيل أو من حركة «حماس»، مثلما أشارت القناة السابعة، إذ يعد تعاون الطرفين وقودا تستخدمه المعارضة لشن هجوم على بينيت.
وشهد يوم أمس أيضا حالة من الجدل على خلفية قرار كتلة حزب «يمينا»، إقصاء عضو الكنيست يوم طوف كالفون، فضلا عن استقالة وزير شؤون الأديان ماتان كاهانا وعودته لموقعه كنائب بالكنيست ممثلا لتلك الكتلة.
وجاء هذا الجدل، حسب القناة السابعة، بعد أن ترددت شائعات داخل الائتلاف، بأن النائب منصور عباس كان قد طلب من بينيت هذه البادرة ضمن سلسلة من الشروط التي وضعها قبل عودته لمباشرة دوره وفق اتفاقه مع الائتلاف.
الحرم القدسي
وجاء ذلك على خلفية الزيارة الاستفزازية التي أجراها كالفون إلى الحرم القدسي الشريف، والتي أشعلت غضب منصور عباس ومجلس شورى الجماعة الإسلامية التي ينتمي حزبه إليها، وفق القناة.
واضطرت «يمينا» لتبرير هذا التطور، الذي يأتي في وقت فقد فيه الائتلاف في وقت سابق الأغلبية داخل الكنيست؛ عقب استقالة النائبة عيديت سيلمان.
ونقلت القناة عن مصادر بـ «يمينا»، أنه لا توجد أدنى صلة بين الخطوة الخاصة بكالفون وكاهانا، وبين «القائمة العربية الموحدة»، وأن ما حدث كان في إطار تنظيمي لمواجهة التحديات الحالية فيما يتعلق بالأول، بينما اتخذ الثاني بنفسه قرار ترك حقيبته الوزارية والبقاء كنائب في الكنيست؛ من أجل دعم موقف الائتلاف.