تهريب الأسلحة في أوكرانيا.. أزمة جديدة تثير مخاوف الغرب
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن تدفق الأسلحة الغربية، خاصة الأمريكية إلى كييف، ”يثير مخاوف من تهريب الأسلحة، وذلك بعد أن أفادت تقارير مخابراتية بفقدان العديد من المعدات العسكرية في أوكرانيا التي تعد أحد أكبر مراكز التهريب في أوروبا“.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه ”من المقرر أن يوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الأيام المقبلة على حزمة مساعدات أمنية بقيمة 40 مليار دولار من شأنها زيادة تدفق الصواريخ والمدفعية والطائرات دون طيار إلى أوكرانيا التي مزقتها الحرب“، مشيرة إلى أن قدرة واشنطن على تتبع هذه المعدات أثناء دخولها لا تزال غير واضحة.
وأوضحت أن ”سوق الأسلحة غير المشروعة في أوكرانيا، تضخم منذ الغزو الروسي الأول في 2014، مدعوما بفائض من الأسلحة السائبة والقيود المحدودة على استخدامها“.
وأضافت: ”يأتي هذا الواقع غير المريح للولايات المتحدة وحلفائها وسط نداءات عاجلة من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لتوفير المدفعية اللازمة لمواجهة القوات الروسية في شرق وجنوب البلاد“.
في سياق متصل، نقلت الصحيفة عن خبراء أسلحة قولهم إنه ”من المستحيل تتبع مثل هذه المعدات لحظة دخولها إلى أوكرانيا ليس فقط إلى أين تذهب ومن يستخدمها، لكن كيف يتم استخدامها“.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن بلاده ”أجرت فحصا شاملا للوحدات الأوكرانية التي تزودها بهذه الأسلحة، بينما أجبرت كييف على توقيع اتفاقيات لا تسمح بإعادة نقل المعدات إلى أطراف ثالثة دون إذن مسبق من الحكومة الأمريكية“.
لكن الصحيفة نوهت إلى أن ”وسائل إنفاذ مثل هذه العقود ضعيفة نسبيًا، بل وزاد ضعفها بسبب التاريخ المختلط لواشنطن في الامتثال لها“.
وأشارت إلى أن ”مشروع قانون الإنفاق الطارئ الذي ينتظر الموافقة عليه في مجلس الشيوخ سيعمل على ترسيخ مكانة أوكرانيا كأكبر متلق للمساعدة الأمنية الأمريكية في العالم، حيث تتلقى كييف منذ ثلاثة شهور أكثر مما قدمته واشنطن لأفغانستان أو العراق أو إسرائيل في عام واحد“.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن ويليام هارتونج، خبير الحد من التسلح في ”معهد كوينسي“ للأبحاث، قوله إن ”المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تتجاوز ذروة المساعدة العسكرية الأمريكية لقوات الأمن الأفغانية خلال تلك الحرب التي استمرت 20 عاما“.
وأضاف هارتونج: ”لكن في هذه الحالة، كان للولايات المتحدة وجود كبير في أفغانستان، الأمر الذي أوجد على الأقل إمكانية تتبع مكان انتهاء الأسلحة. وبالمقارنة، فإن حكومة الولايات المتحدة تتجاهل نفسها في ما يتعلق بمراقبة الأسلحة الموردة للميليشيات المدنية والجيش في أوكرانيا“.
ونقلت الصحيفة عن خبراء آخرين قولهم: ”ليس من الواضح ما هي خطوات التخفيف من المخاطر أو المراقبة التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول أخرى، أو الضمانات التي حصلت عليها، لضمان حماية المدنيين من خلال عمليات النقل الكبيرة هذه في ظل الحرب“.
واختتمت ”واشنطن بوست“ تقريرها بالقول إن ”هناك مخاوف إضافية بين مجموعات المراقبة بشأن انتشار الأسلحة وسط تقارير عن أن موسكو جندت مرتزقة من ليبيا وسوريا والشيشان، بالإضافة إلى مجموعة فاغنر الروسية، حيث يؤدي إدخال المقاتلين الأجانب إلى مخاطر عودة الأسلحة إلى بلدانهم الأصلية عند انتهاء القتال في أوكرانيا“.