هل القراءة في المصحف أكثر ثوابًا من الاستماع إلى القرآن؟
أحيانا يحب المسلم ختم القرآن ولتسهيل الأمر عليه يأتي بتسجيل للقرآن يستمع إليه حتى يختمه فهل ثواب هذا مساو لثواب قراءة القران من المصحف الشريف وعلى من الثواب الأكبر ؟
يجيب على السؤال فضيلة الدكتور عبد اللطيف عامر أستاذ الشريعة بحقوق الزقازيق سابقا فيقول:
من الاداب التي يدعو اليها القران الكريم الاستماع الى قارئ القران والانصات الى معانى القران وذلك ليشترك المستمع مع القارئ لقوله تعالى: ( وإذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ).
والاستماع غير السماع، والاستماع لا يكون الا اذا توافر القصور من المستمع، أما السماع فقد يكون بقصد او بدون قصد، والاستماع الى تلاوة القران واجب ان لم يكن هناك خذر غير مقبول لترك الاستماع وقد جاء في قوله لعلكم ترحمون.
بعد الأمر بالاستماع والانصات ليفيد بأنه لا بأس للتحدث للمصلحة وان من الاداب التي يجب ان يلتزمها قارئ القران الكريم ألا يتلوه بصوت مرتفع في مكان يشتغل الناس فيه بأمور الحياة كالاسواق ووسائل المواصلات العامة وقد سقط اثم الاستماع في هذه الأماكن دفعا للحرج عن الناس
عند الحنفية
وعند الحنفية ان استماع القران أفضل من قراءة الإنسان بنفسه لأن الاستماع الى القران واجب بينما القراءة ليست واجبة، ولقد روى عن عبد الرحمن بن مسعود رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرأ على فقال يارسول الله أقرأ وعليك أنزل ؟ قال: انى أحب ان أسمعه من غيرى.
التلاوة والنظر فى المصحف
أما قراءة القران من المصحف فإن كثيرا من الفقهاء يفضلونها اعتمادا على ان القارئ من المصحف يجمع بين فضيلتين التلاوة والنظر الى المصحف ن فهم يرون في ذلك حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: قراءة الرجل في غير المصحف الف درجة، وقراءة في المصحف تضاعف على ذلك ألفى درجة.
القراءة والتدبر
ومن الفقهاء من رأى ان قراءة القارئ الحافظ واعتماده على ذاكرته أفضل، لأن الغرض من القراءة التدبر لقوله تعالى ( أفلا يتدبرون القران ) والاشتغال بالنظر الدائم الى المصحف قد يخل بهذا التدبر، أما اذا كانت التلاوة مقصودة لذاتها وهى تحقق معنى من معانى العبادة فإنها في المصحف تستوى معها في الذاكرة، والعبرة بحصول التدبر والتفكر.
فإذا رأى القارئ ان هذا التدبر يحصل اذا قرأ من المصحف فليقرأ من المصحف، واذا رأى ان ذلك يحصل له وهو يقرأ عن ظهر قلب فليقرأ عن ظهر قلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الجاهر بالقران كالمجاهر بالصدقة، والمسر بالقران كالمسر بالصدقة.
ولقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه يجهرون بالقراءة فقال لهم: ( ألا أن كلكم مناح لربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة.
مسألة نسبية
وبناء على ذلك فالمسألة نسبية بين القارئ من المصحف والذى يتلو عن ظهر قلب، والمستمع قد أدى واجبا شرعيا في الاستماع، وقد يحصل له التدبر سواء كان يستمع من قارئ من مصحف أو بأى وسيلة من وسائل الاستماع.. والله تعالى اعلم.