الاحتجاجات تتصاعد في إيران رفضًا لرفع الأسعار.. اعتراف رسمي بالاحتقان الشعبي.. النساء يشاركن لأول مرة.. قطع الإنترنت والاعتقالات تطال العشرات
رفضًا لقرار الحكومة رفع أسعار بعض المواد الغذائية، توسّعت الاحتجاجات الشعبية لتشمل أغلب المدن الإيرانية.
لهيب الغلاء والغضب يمزق صور رموز النظام الإيراني في تصعيد كانت طهران تتكتم حوله قبل أن يجبرها الاحتقان الشعبي على الاعتراف به.
الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا" أقرّت، اليوم الجمعة، بخروج احتجاجات شعبية مناهضة للنظام والحكومة على خلفية زيادة أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية.
حرق صور رموز النظام
كما اعترفت الوكالة ضمنيًا بقيام محتجين بحرق صور رموز النظام في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، وترديد شعارات تطالب الرئيس إبراهيم رئيسي بالرحيل عن منصبه.
وحاولت الوكالة التقليل من حجم المشاركين في الاحتجاجات التي اندلعت الليلة الماضية في محافظات خوزستان ولرستان وجهار محال وبختياري وكرمنشاه وأصفهان.
وأضافت الوكالة أن "قوات الأمن اعتقلت 15 من المتظاهرين في مدينة دزفول التابعة لمحافظة خوزستان، فيما اعتقلت 7 آخرين ممن وصفتهم بقادة الاحتجاجات بمدينة ياسوج جنوبي البلاد أيضًا".
إطلاق نار وغاز
في حين حضرت النساء في احتجاجات مدينة أنديمشك الإيرانية بكثافة غير مسبوقة، فردت القوات الأمنية بإطلاق نار وغاز مسيل للدموع.
وكانت أقوى الاحتجاجات في مدينة كرمنشاه غربي إيران، حيث أحرق المحتجون صورة للمرشد علي خامنئي وسط شعارات تطالب رجال الدين بالرحيل عن السلطة.
كما شهدت مدينة "جونقان" التابعة لمحافظة جهار محال وبختياري قيام محتجين بإحراق العلم الإيراني ومهاجمة قاعدة تابعة لقوات الباسيج؛ الذراع العسكرية للحرس الثوري.
مسيرات احتجاجية
يأتي ذلك في ظل دعوات انطلقت للخروج بمسيرات احتجاجية في عدد من المدن الإيرانية رفضًا لقرارات الحكومة برفع أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية.
وأظهرت مقاطع فيديو، اليوم، اصطفاف عدد من الإيرانيين أمام بعض المحال التجارية التابعة للحكومة في مدن مختلفة بهدف الحصول على الدجاج والزيت المدعوم من الحكومة.
وفي سياق متصل، بث التلفزيون الرسمي لقطات من وصول الرئيس إبراهيم رئيسي إلى أحد أحياء العاصمة طهران والحديث مع مواطنين كانوا يصطفون أمام المحال التجارية لشراء السلع الأساسية.
وعطلت الاحتجاجات الوصول إلى الإنترنت في أجزاء أخرى من إيران.
"كذاب"
تظهر مقاطع فيديو، متظاهرين وهم يهتفون بشعارات مثل "يا رئيسي يا كذاب! ما هي نتائج وعودكم؟".
كما ردد المحتجون هتافات من قبيل "رضا شاه روحك سعيدة" و"عار على رئيسك، اترك الشعب"، في إشارة إلى شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي.
وفي سياق متصل، ظهر وزير الزراعة الإيراني جواد ساداتي نجاد، عبر التليفزيون الحكومي، ليقول إن "الحكومة بدأت اليوم بعرض الدجاج في عموم البلاد".
وأضاف "يبلغ الاستهلاك اليومي من الدجاج الساخن في طهران حوالي 1200 طن، لكننا قمنا بزيادة التوزيع اليومي إلى حوالي 1600 طن".
والخميس، غاب الدجاج عن الأسواق الإيرانية، فيما عرضت بعض المحال سعر هذه السلعة التي يستهلكها الإيرانيون بكثرة بقيمة مرتفعة جدًا.
غرامة مالية
بدوره، أعلن وزير الصناعة والتجارة فاطمي أمين، أن الوزارة فرضت غرامة مالية على المحال التي لا تدرج أسعار السلع على البضائع المعروضة.
ويقول مراقبون: إن جهود الحكومة لن تؤدي إلى إسكات شعب يبدو أنه بلغ حد الغليان بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وفي السياق، تم قطع شبكة الإنترنت أو خفض سرعتها أو تعطیلها في ما لا یقل عن ست محافظات هي خوزستان، وتشارمحال وبختیاري، وکرمنشاه، ولرستان، وکردستان، وأصفهان، وذلك عقب الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية.
ووفقًا للتقارير الواردة لـ "إيران إنترناشيونال"، فإن الوصول إلی الإنترنت عبر الهاتف المحمول یوم الجمعة في جمیع مدن خوزستان بعد أسبوع لا یزال مقطوعًا أو انخفضت سرعتها بشدة.
کما ذُکر أن المواطنین في دزفول وبعض المدن الأخری في محافظة خوزستان، یمكنهم الوصول للإنترنت الوطنیة فقط.
ووفقًا لتقریر "إینتربان" التي تراقب أوضاع الإنترنت في إيران، کانت شبكة الإنترنت شبه مقطوعة في محافظة کردستان من الساعة 11/30 مساء الأربعاء إلی الساعة 4/30 من مساء الخمیس.
بطء الإنترنت
کما انتشرت تقارير عن بطء الإنترنت في نقاط من محافظة یزد.
وکانت شبكة الإنترنت في محافظة خوزستان مقطوعة أو شبه مقطوعة من یوم 6 مايو عقب دعوة للتجمهر؛ مع هذا تجمع المواطنون ليلة الخميس في عدة مدن من هذه المحافظة، وكذلك في محافظات لرستان، وتشارمحال وبختياري، وكهكيلولة وبوير أحمد، وكرمانشاه، وكذلك مدينة فشافويه بمحافظة طهران، ورددوا شعارات ضد "خامنئي" و"رئيسي".