عادل عبد الحفيظ يكتب: الأمراض النفسية لدى الإخوان.. من المهد إلى السجن
بغض النظر عن محاولات تصويرها على أنها أصل الأخلاق ومنبع القيم والتقاليد المحافظة في الشرق كله، فإن جماعة الإخوان المسلمين ومنذ تأسيسها على يد المدرس "حسن البنا" في الإسماعيلية، وبدعم وفكر أجنبي منذ البداية، وكأنها وُلدت لتخون وجاءت الدنيا لتقسمها لعلل نفسية وأخلاقية منذ إنشائها.
عن العقد والأمراض النفسية، تدور قصص مخفية في صفوف الجماعة، لا يحاول أحد الاقتراب منها ويحاولون هم اقتطاعها من دفاتر التاريح وسجلات الحياة.
قصة "عبد الحكيم عابدين"
أبرز هذه القصص كانت ومنذ البداية، وفى عام 1945، وعقب تاسيس الجماعة الرسمى والموثق بـ17 عامًا فقط، وهى قصة "عبدالحكيم عابدين" الذى كان زوج أخت حسن البنا، وسكرتيره الخاص، والمسؤول عن قسم "الأخوات" ومع تنامي الأحاديث عن اتهامه بأمور أخلاقية مع بعض زوجات الأعضاء، فإن تحقيقًا تمّ فتحه خلال تلك الفترة، وانتهى بإدانة عابدين بعد رصده باحدى بنايات القاهرة.
إلا أن "البنا" لجأ إلى تزييف الأمور، خشية أن تخرج إلى العلن صورة زوج أخته بهذه الصورة، وهو أمر رفضته بعض قيادات الإخوان فتقدموا باستقالاتهم، ثم كتبوا مقالات ينتقدون فيها نهج الإخوان.
الانحرافات الأخلاقية لدى "الإخوان"، والجماعات الأصولية، حقيقة لا يمكنهم التهرب منها، فهناك كم هائل من الوقائع التي تورطت فيها قيادات ومرجعيات هذه التنظيمات.
التحقيق مع طارق رمضان
أيضا كان التحقيق مع طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية فى جامعة أوكسفورد، حفيد حسن البنّا، بتهمة الاعتداء على ثلاث سيدات من القضايا المهمة لشخصية طالما هتف لجده آلاف المريدين.
وفي محاولة للهروب من جرائم الاغتصاب التي تطارده، لجأ حفيد "البنّا"، إلى حيلة جديدة بعدما فشلت قصة مرضه في إطلاق سراحه بفرنسا، حيث اعترف خلال الاستجواب الرسمي أمام قضاة التحقيق، بإقامة علاقة بـ“التراضي” مع السيدات أملًا في إنهاء الفضيحة، وهو حاليًا، مسجون في سجن «فلوري ميروجيس» في مدينة «إيسون» الفرنسية.
إن دراسة الجوانب النفسية للأفراد المنتمين الى الجماعات والتنظيمات المتطرفة، تقود بما لا يدع مجالًا للشك، إلى كشف حقيقة الانحرافات الجنسية بين جدران كيانات تدعي الفضيلة وتخلع على ذاتها صفة الاستغراق والاستعلاء الإيماني، وتمنح نفسها حق التفتيش في معتقدات الآخرين.
هزة نفسية
الكثير من أبناء جماعة "الإخوان" والجماعات الأصولية، يصابون بهزة نفسية نتيجة التعايش في ظل كيانات سرية مغلقة يخضعون فيها لقرارات تنظيمية تحت عباءة الدين والشريعة، بما يؤثر في حياتهم وسلوكياتهم الظاهرة، التي تتحول تدريجيًا إلى شبه أسرار تتناقض مع واقع الجماعة وأدبياتها وشعاراتها.
العديد من شباب "الإخوان" اختاروا زوجاتهم وفقًا لمعايير متعلقة بالجماعة ومشروعها، فبعضهم فضل الزواج من فتيات يرتبطن بصلة قرابة بعائلات لها نفوذ داخل التنظيم، أو بعائلات "إخوانية" ثرية ماديًا، وبعضهم تزوج من فتيات بناء على توصيات من قيادات الجماعة، إذ إن شبكة المصاهرة داخل "الإخوان" تتحكم في الوضع التنظيمي بشكل كبير، وفقًا لمبدأ الزواج من "صاحبة الفكر"، وهي القاعدة التي عبر عنها القيادي "الإخواني" صبحي صالح "الإخواني لا يتزوج إلا إخوانية".
الحوار مع الإخوان لا يكون إلا عبر أطباء نفسيين قادرين على التواصل مع عقليات طالما نجحت في صناعة أعداء تاريخين لها بداية من علي ماهر باشا، ثم الصدام التاريخى مع الزعيم الخالد عبد الناصر، وامتدادا بصدام به كثير من "قلة الأصل" مع الرئيس السادات الذى حاول الحوار معهم طوال 7 سنوات.. ولا يزالون مصرين على الإرهاب.