قبل أن يبدأ الحوار الوطني! (2)
كثيرون سألوا بعد مقال الأمس: ما موقف الجماعة الإرهابية من هذا الحوار.. لماذا لم تتعرض لذلك؟ قلت: كيف لم نتعرض لذلك والعنوان هو الحوار الوطني؟! هل يمكن أن تشارك جماعة ارهابية في حوار وطني؟! ما فهمناه من دعوة الرئيس السيسي وسياق الدعوة ذاته هو التأكيد -التأكيد- إستبعاد هذا الفصيل تماما ويجب أن يطمئن الناس علي ذلك!
أمس قدمنا تعريفا لمعنى الحوار الوطني وأطرافه وأفق هذا الحوار وشروط نجاحه ولكن بغير تفصيل.. ونؤمن أن لكل نقطة من النقاط السابقة أهمية كبيرة.. فمثلا.. أطراف الحوار، فلا يمكن أن يقتصر الدعوة علي الأحزاب السياسية الموجودة.. فكاتب السطور ومن يقرأون له وشعب مصر كله يعرفون حجم تأثير أغلب هذه الأحزاب علي الشارع المصري.. وهو للأسف تأثير أقل كثيرا مما نتمناه وتأثير بعضهم هزيل ولا يمكن الإعتماد علي أحزابنا وحدها.. وهناك شخصيات عامة من مفكرين وعلماء وأدباء وكتاب ربما كان تأثير بعضهم منفردا يفوق تأثير حزب أو أكثر!
وهناك تيارات موجودة بشعبية هائلة لكن لا تمثلها أحزاب قادرة على إبراز التمثيل الحقيقي لهذه التيارات وبالتالي وجود التيارات مباشرة في الحوار أهم من وجود الأحزاب التي تمثلها.. ولما كان استبعاد الأحزاب الرسمية لا يصح.. ولا نطالب به.. يكون الجمع بين التمثيلين هو الأكثر واقعية ويمنح الحوار الجدية المطلوبة!
في مايو 2018 سعت الدولة لتنشيط العمل الحزبي وخصصت المؤتمر الوطني للشباب من أجل هذا الهدف مع دعوة كل عدة أحزاب تتفق في الأهداف والتوجه أن تندمج لتؤسس حزبا كبيرا مؤثرا أفضل من رقم لمجموعة أحزاب منفردة لا تأثير لها.. وطالبنا الأحزاب وقتها عبر عدة نداءات في عدة وسائل إعلامية أن تكون علي مستوى الرشد وأن تتمتع قياداتها بإنكار الذات وتستجيب لدعوة الدمج.. ولم يحدث.. ولم يستجب حتى حزب واحد!
عدم النضج هذا عند البعض.. يدفع أو ينبغي أن يدفع في دقة إختيار المشاركين.. ولهذا معيار إضافي آخر سنتحدث عنه غدا..