رئيس التحرير
عصام كامل

عزل "مرسي" أطاح بآمال إيران في مصر.. فقيه شيعي: فشل حكومة الإخوان في مصر ضربة قوية لطهران.. فكرة التقارب مع القاهرة ستظل حلمًا بعيد المنال للدولة الفارسية..الجيش المصري يهدد النفوذ الإيراني بفلسطين


ألقى ما حدث في مصر بعد ثورة 30 يونيو بظلاله على إيران، التي كانت تعتبر الإخوان المسلمين امتدادا لثورتها الإسلامية، لكن مع عزل الرئيس مرسي وانتهاء حكم الإخوان المسلمين في مصر خسرت إيران رهانها، ذلك ما قاله مهدي خلجي أقدم زميل في معهد واشنطن والفقيه الشيعي في مدينة قم، وذلك من خلال تحليله السياسي بعنوان" إيران تخسر رهانها في مصر".


أكد خلجي أن انهيار حكومة مرسي يُلقي بظلاله على تحديات جديدة تواجهها إيران، في وقت تعرضت فيه سمعتها في الشرق الأوسط إلى العديد من الضربات الموجعة من جميع الاتجاهات، مضيفًا: إنه على مدى العامين الماضيين، سعت إيران إلى وضع حبكة بديلة لقصة "الربيع العربي" تبلورت في مصطلح آية الله علي خامنئي "الصحوة الإسلامية" وتصف هذه الرواية الاضطرابات التي وقعت في تونس وليبيا ومصر والبحرين على أنها حركة كفاح ضد الغرب، ألهمتها الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979، وتهدف إلى إنشاء حكومات إسلامية تحاكي في منظومتها الطراز الإيراني.

وقد أفسدت التطورات المتلاحقة في سوريا والبحرين ومصر الحبكة الإيرانية - حسبما قال مهدي- كما أن رد فعل إيران إزاء الاحتجاجات في البحرين أصاب الشيعة في جميع أنحاء المنطقة بخيبة الأمل؛ لأن وعودها لم تتجاوز الكلمات، ولأنها ساعدت حكام الجزيرة السنة على تصوير الانتفاضة على أنها صراع طائفي وليس حراكًا ديمقراطيا، مشيرًا إلى أنه قد ساهم دعم طهران الصريح للحكومة السورية - وسط إراقة دماء هائلة - في إلحاق الضرر البليغ بصورة الجمهورية الإسلامية في أوساط العالم الإسلامي.

وقال خلجي: "إن فشل حكومة «الإخوان المسلمين» في مصر يمثل ضربة كبيرة أخرى لطهران، فقد قام الزعماء الإيرانيون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة في وقت سابق بعد توقيع الأخيرة معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، وغالبًا ما تعارضت السياسات المصرية اللاحقة مع مخططات طهران، فدعم الجمهورية الإسلامية العسكري والمالي طويل الأمد لحركة «حماس» منح النظام الإيراني نفوذًا في الأراضي الفلسطينية وما وراءها، لكن معارضة حكومة مبارك للحركة هدد هذا النفوذ"، مؤكدًا أن طهران حاولت تحسين علاقاتها مع جماعة «الإخوان المسلمين» وإيجاد أرضية مشتركة مع الجماعات الإسلامية داخل مصر وخارجها. وقد نجح «الإخوان المسلمون» الذين خلفوا مبارك في إقناع طهران بإمكانية مد جسور التعاون مع الجماعة مع اختلافاتها العقائدية والسياسية، واستئناف العلاقات الطبيعية مع مصر وتقوية موقفها في غزة والمنطقة في النهاية.

غير أن جماعة «الإخوان المسلمين» فشلت في تلبية توقعات إيران باعتراضها على موقف طهران من سوريا، ومن ثم فشلت في إحكام قبضتها على المستوى المحلي - حسبما أكد خلجي- والآن بما أن خصوم الجماعة - بما في ذلك السلطات العسكرية والعلمانية والإسلامية والمسيحية- قاموا بحشد الجماهير وعزل مرسي، فقد أصبحت إيران في وضع لا تحسد عليه.

وقال خلجي: "إنه من غير المحتمل أن تجد طهران أي حلفاء بين اللاعبين السياسيين في مصر في المستقبل القريب، وحبكة "الصحوة الإسلامية" أخذت تفقد جوهرها وتصبح في غير محلها وباتت غير مقنعة لكل من الشعب الإيراني والمسلمين المؤيدين لطهران في بلدان أخرى".

وأكد خلجي أن فكرة التقارب مع القاهرة ستظل حلمًا بعيد المنال لطهران على الأرجح؛ حيث اتخذت كل القوى المناوئة لـ «الإخوان المسلمين» موقفًا أكثر تشددًا تجاه الجمهورية الإسلامية، وذلك على عكس سياسة حكومة مرسي، وفي الوقت نفسه فإن النفوذ الإيراني على الفلسطينيين سيصبح أكثر ضآلة، ليس فقط لأن علاقة «حماس» مع طهران تزداد سوءًا، بل أيضًا لأن الحكم العسكري في مصر سيجعل من الصعب جدا على إيران إرسال مساعدات إلى غزة عبر الحدود المصرية. مشيرًا إلى أن الكثيرين سيفسرون عزل «الإخوان المسلمين» على أنه فشلًا للإسلام السياسي الذي لطالما شجعته طهران.
الجريدة الرسمية