انهيار البيتكوين.. العملات المشفرة تواجه مستقبلًا قاتمًا
في التعاملات الصباحية اليوم الخميس، بلغ سعر وحدة بيتكوين 27.2 ألف دولار أمريكي بتراجع تجاوز 13.5% مقارنة مع إغلاق تعاملات أمس الأربعاء.
لم تكن العملات المشفرة تعيش واقعا قاتما كما هو اليوم، بفعل تعدد الأسباب التي تزيد من خسائرها وعوامل أكثر قد تدفع أسعارها صعودا خلال العام الجاري.
خسارة 60 %
وفي التعاملات المبكرة اليوم الخميس، خسرت بيتكوين نحو 60% من أعلى قمة تاريخية لها سجلت في نوفمير الماضي البالغة حينها قرابة 69 ألف دولار أمريكي للوحدة الواحدة.
ومردّ هذه الصورة القاتمة لبيتكوين وأخواتها أنها تأتي في وقت تسجل فيها البنوك المركزية حول العالم زيادات متسارعة على أسعار الفائدة، بقيادة المجلس الاحتياطي الاتحادي "الفيدرالي الأمريكي".
صناديق الاستثمار المقومة بالدولار
أمام هذه الزيادات على أسعار الفائدة، فإن المستثمرين يتخارجون من الأصول المقومة بالعملات المشفرة، ويتجهون إلى صناديق الاستثمار المقومة بالدولار الأمريكي أو العملات الأخرى المرتبطة بها.
وسبب هذا التخارج، أن الصناديق المقومة بعملة الدولار أصبحت ذات عائد مرتفع وأرباح مجدية في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي مخاوف من ركود اقتصادي متصاعد.
استثمار محفوف بالمخاطر
بينما سوق العملات المشفرة حول العالم استثمار عالي المخاطر وقائم على فرضية لا أساس لها من البناء المنطقي، فهي أكثر أداة استثمار تقلبا منذ ظهور عام 2008.
وهذا ما حدث أيضا مع أسواق الأسهم العالمية التي سجلت تراجعات هي الأخرى بسبب المخاوف من ركود اقتصادي وارتفاع أسعار الفائدة والهجرة الجماعية إلى الصناديق المقومة بالعملات المرتبطة بالدولار.
مذبحة أسعار
في التعاملات الصباحية اليوم الخميس، بلغ سعر وحدة بيتكوين 27.2 ألف دولار أمريكي بتراجع تجاوز 13.5% مقارنة مع إغلاق تعاملات أمس الأربعاء، وتقل عن القمة التاريخية البالغة 69 ألف دولار أمريكي.
وبينما كانت القيمة السوقية للعملات الافتراضية تجاوزت حاجز 3 تريليونات دولار في نوفمبر من العام الماضي، فإن القيمة السوقية لإجمالي هذه العملات في التعاملات الصباحية اليوم الخميس، نحو 1.214 تريليون دولار فقط.
التحليلات الفنية
التحليلات الفنية تشير إلى وجود 5 اجتماعات قادمة للفيدرالي الأمريكي خلال العام الجاري، وفي حال نفذ زيادة بنسبة 0.25% خلالها، فإن أسعار الفائدة ستتجاوز حاجز 2% على الدولار الأمريكي.
ويعني ذلك أن جاذبية العملة الأمريكية تسجل زيادات مضطردة لما تبقى من هذا العام، ويضيف مزيدًا من الضغوط على سوق العملات المشفرة على مستوى العالم، ويجعل شكل التقلبات يميل إلى التراجع.
ولا تملك العملات الافتراضية، رقمًا متسلسلا، ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.