رئيس التحرير
عصام كامل

الجانب الآخر من الحرب.. هجوم إلكتروني روسي على أوروبا

هجوم الكتروني
هجوم الكتروني

قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إن روسيا تقف وراء هجوم إلكتروني ضخم على شبكة إنترنت عبر الأقمار الصناعية أدى إلى توقف عشرات الآلاف من أجهزة المودم في بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وقع الهجوم الرقمي على شبكة كيه.إيه-سات التابعة لشركة فياسات في أواخر فبراير في نفس توقيت دخول المدرعات الروسية إلى أوكرانيا.

تعطل القيادة

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الهجوم الإلكتروني كان يهدف إلى "تعطيل القيادة والتحكم في أوكرانيا خلال الحرب، وإن تلك الإجراءات كان لها آثار غير مباشرة على دول أوروبية أخرى".

ووصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الهجوم الإلكتروني على شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية بأنه "متعمد وخبيث".

وقال المجلس الأوروبي إنه تسبب في "انقطاع للاتصالات بصورة عشوائية" في أوكرانيا وعدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ووفقا لرويترز، لا يزال انقطاع خدمة فياسات هو الهجوم الإلكتروني الأكثر وضوحا الذي تم تنفيذه منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الاختراق كان له عواقب مباشرة على مستخدمي الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في جميع أنحاء أوروبا ولأن أجهزة المودم المعطلة غالبا ما جرى استبدالها.

وقال روب جويس مدير الأمن السيبراني بوكالة الأمن القومي الأمريكية لرويترز على هامش مؤتمر اليوم الثلاثاء إنه بعد تعطل أجهزة المودم عن الاتصال بالإنترنت، لم تعد للعمل مرة أخرى، مضيفا أن الإنترنت انقطع تماما ولزم تبديل أجهزة المودم.

 

هجمات الكترونية

وكانت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، كشفت في تقرير نشرته الأربعاء الماضي، أن مجموعة من القراصنة الإلكترونيين المتحالفين مع الحكومة الروسية نفَّذوا مئات الهجمات الإلكترونية ضد مؤسسات أوكرانية منذ بدء الحرب الروسية.

 

وقالت الشركة: إنه في تكتيكات الحرب "الهجينة" غالبًا ما توفق روسيا بين الهجمات الإلكترونية وتلك العسكرية في ساحة المعركة.

 

 

وأضافت شركة التكنولوجيا العملاقة التي تعمل مع خبراء أوكرانيين في الأمن الإلكتروني وشركات خاصة لمواجهة مثل هذه الهجمات، أنه "قبل بدء العملية العسكرية مباشرة، رصدنا ست جهات فاعلة منفصلة متحالفة مع روسيا تشن أكثر من 237 عملية ضد أوكرانيا".

وأشارت الى أن الحرب الإلكترونية تضمنت "هجمات مدمرة لا تزال مستمرة وتهدد مصالح المدنيين".

وأورد التقرير أنه في الأسبوع الأول من الحرب "اخترق قراصنة روس مؤسسة إعلامية رئيسية في نفس اليوم الذي أعلن فيه الجيش الروسي عن نيته تدمير أهداف أوكرانية ناشطة في الأخبار المضللة ووجه ضربة صاروخية ضد برج تابع لمحطة تلفزيونية في كييف".

وأوضح أن "الهدف من هجمات منسقة كهذه تعطيل أو إضعاف الحكومة الأوكرانية والأجهزة العسكرية وتقويض ثقة الجمهور بها".

وقالت مايكروسوفت: إنها "تعقبت نحو 40 هجومًا إلكترونيًّا استهدفت مئات الأنظمة، وتركز ثلثها على المنظمات الحكومية الأوكرانية من مختلف المستويات، في حين استهدف 40% من الهجمات، البنية التحتية الحيوية".

وبعض هذه العمليات تسمى ”هجمات المساحات“ التي تحذف البيانات الحيوية في أنظمة الكمبيوتر المخترقة.
 

ولجأ المتسللون إلى مجموعة من التقنيات للوصول إلى الأنظمة الأوكرانية مثل ”التصيد“ واستغلال نقاط الضعف فيها.وذكر التقرير أن القراصنة شرعوا بالتحضير لحملتهم في وقت مبكر منذ  مارس من العام 2021، أي قبل عام تقريبا من إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقواته الأمر بحربه في أوكرانيا.
 

الجريدة الرسمية