مارينا صلاح ضحية جديدة في دفاتر الإهمال الطبي.. المستشفى يرد ببيان رسمي.. وزوجها يناشد السيسي
ساعات من الآلم والدموع مرت على أسرة مارينا صلاح سركيس، تلك الفتاة العشرينية التي تعمل بإحدى البنوك والتي وافتها المنية داخل إحدى مستشفيات العيون الشهيرة، نتيجة عدم إجراء اختبار للسبغة قبل دخولها جسم أم آدم، ذاك الطفل الذي كُتب له أن يعيش يتيمًا بسبب الإهمال الطبي
فيتو تنشر ساعات الدموع والألم التي عاشها مركز سمالوط أثناء تشييع الجثمان وكيف تحرك محام الأسرة في تلك القضية وماهي الوصيه التي اوصتها الضحية لزوجها قبل وفاتها، كما أن ذاك التقرير سيتخلله عددًا من الصور غير متداولة لها.
البداية.. إلحقني أنا بموت
"الحقني أنا بموت".. كانت هذه آخر كلمات نطقت بها مارينا صلاح صاحبة الـ 29 عامًا مستنجدة بزوجها من داخل أحد المستشفيات الخاصة لعلاج العيون، لتفارق الحياة بعدها بفعل خطأ طبي قاتل، إذ يضيف إسم مارينا ضمن دفتر الإهمال الطبي سلسال الدم الذي مازال ينزف داخل المستشفيات بكافة تخصصاتها.
محامي مارينا صلاح
مساء الأحد الماضي، دخلت إبنة مركز سمالوط بمحافظة المنيا أحد المستشفيات الخاصة، لعمل بعض الفحوصات على عينها لمعاناتها من الإحمرار وتطلب الأمر إجراء أشعة لها، إلا أن الأطباء أجروا لها أشعة بالصبغة بدون تحليل، مما تسبب فى إصابتها بمضاعفات خطيرة.. هكذا أكد فريد ماكسيموس محامى مارينا.
وأضاف "ماكسيموس" أن المستشفى قامت بنقل مارينا صلاح إلى مستشفى مجاورة لها، وذلك لعدم وجود غرفة عناية مركزة تتعامل مع مثل حالاتها، لكن أثناء النقل كانت قد توقفت أعضاء مارينا ودخلت فى غيبوبة الموت، ولم يستطيعوا إنقاذها، حيث توفيت فى الثالثة عصر أمس الإثنين.
مش هسيب حقها
ودخل الزوج المكلوم رامز دوس، زوج مارينا، في نوبة بكاء شديدة بسبب فراق زوجته العشرينية قائلا:"يارب يارب وعشان ابنها الطفل، وبناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي وافوق شوية ومش هسيب حقها حتى لو اخر يوم في عمري"، مؤكدًا أن الوصية التي اوصته بها قبل وفاتها نجلهما آدم.
جنازة مارينا صلاح ضحية الإهمال الطبي
مساء أمس شيع المئات جثمان مارينا صلاح، إلى مثواها الأخير، وسط بكاء شديد ودموع وعويل ودعاء بالرحمة، هزت أرجاء الكنيسة أثناء صلاة الجنازة وسط مشاركة العديد من المسلمين والمسلمات والأقباط مراسم الجنازة.
زوجها يحتضن التابوت
رصدت كاميرات الكنيسة التي شهدت صلاة الجنازة على ضحية الإهمال الطبي مارينا صلاح مشهدًا مؤثرًا لزوجها رامز دوس وهو يحتضن تابوت الدفن الخاص بزوجته باكيًا على فراقها طيلة مراسم الصلاة على جثمانها.
رد المستشفى
أصدرت المستشفى الوطني للعيون صاحبة واقعة وفاة مارينا صلاح، ردًا على ما تم تداوله بشأن وجود إهمال طبي للحالة، وإليكم نص البيان:
بيان توضيحي عن الحالة المرضية للسيدة: مارينا صلاح سرکیس:
تنعي المستشفى الوطني للعيون السيدة: مارينا صلاح سركيس وتتقدم بخالص العزاء لجميع أفراد الأسرة. تود إدارة المستشفى توضيح بعض الحقائق عما حدث: - حضرت السيدة /: مارينا صلاح الي المستشفى الوطني للعيون يوم السبت الموافق ۷ مايو.
۲۰۲۲ تعاني من اضطراب وعدم وضوح بالرؤية مع آلام حادة واحمرار بالعينين وتم إجراء الفحص الطبي بالأجهزة بواسطة استشاري الرمد والتشخيص المبدئي للحالة هو التهاب حاد بالقزحية وتم وصف القطرات المناسبة لعلاج الأعراض وطلب الفحوصات اللازمة لبحث مدي تأثر الشبكية بالالتهاب وهو ( فحص أشعة الفلورسين للشبكية ). جاءت المريضة لإجراء الفحص يوم الأحد الموافق ۸ مایو۲۰۲۲ وتم إتباع الإجراءات الروتينية الطبية لتجهيز المريضة وهي الآتي:
أ- توجيه أسئلة للمريضة عن وجود تاريخ مرضي سابق لأي حساسية تجاه (الأكل - الأدوية - الصبغات ) وأجابت المريضة بالنفي وهو ما تم أمام الزوج.
ب-تم ترکیب کانیولا وحقن امبول هیدروکورتیزون (مادة مضادة للحساسية).
تم حقن نصف أمبول فلورسین ۲٫۵ سم. ملاحظة: لا يتم إجراء أي اختبار حساسية لمادة الفلورسین كما هو المتعارف عليه عالميا حسب القواعد الطبية الإرشادية الطبية عالمية والوسيلة الوحيدة لمعرفة وجود حساسية من عدمه هي الأسئلة التي توجه للمريض بخصوص وجود تاريخ مرضي لأي حساسية دوائية او غذائية أوضد الصبغات.
بعد الانتهاء من إجراء أشعة الفلورسین وأثناء فترة وضع المريضة تحت الملاحظة وبعد مرور بضع دقائق شعرت المريضة بدوار وميل للقئ وغثيان وهي من أعراض الحساسية وتم إعطاء جرعة ثانية من مادة الهيدروكورتيزون ولم تتحسن حالة المريضة علي مدار الدقائق التالية وزادت أعراض الدوار وإحساس بالهبوط مما استدعي الطبيبة القائمة.
بالفحص بالبدء فورا بمساعدة الممرض المصاحب للاستشاري بالبدء في إجراء إنعاش قلبي رئوي وتم استدعاء فوري ( code blue ) عن طريق الميكروفون العام ووصول الطاقم الطبي المكون من 3 استشاري تخدير و۲ ممرض عمليات وتم استكمال الإنعاش القلبي الرئوي نظرا لعدم وجود نبض او ضغط محسوس للمريضة.
وتم إعطاء الأدوية اللازمة لإنعاش القلب والصدمات الكهربائية واستعادة المريضة العلامات الحيوية ( وجود نبض والقدرة على قياس ضغط الدم ) وتم استمرار إعطاء المحاليل والأدوية حتي استقرار الضغط علي ۱۱۹/۹۹.
واستقرت الحالة نسبية مع وجود بعض دورات التنفس التلقائي للمريضة وهي حالة تسمح بالنقل وتم استدعاء سيارة إسعاف من مستشفى الكهرباء وهو المبني الملاصق للمستشفى الوطني للعيون ( على بعد ۵۰ متر) وتم نقل المريضة بواسطة عربة إسعاف مجهزة وطاقم الرعاية وبمصاحبة أطباء تخدير المستشفى إلى الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء وذلك لحاجه المريضة لاستكمال الأبحاث التخصصية ( أشعة على الصدر - أشعة مقطعية علي المخ ) واستكمال العلاج بالرعاية المركزة.
تمت متابعة الحالة علي مدار اليوم الأول الأحد بين أطباء المستشفى وأطباء رعاية مستشفى الكهرباء وتحسنت الحالة المرضية بنهاية اليوم ومع استمرار المتابعة أفاد أطباء الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء بأن الحالة المرضية ساءت في الساعات الأولي اليوم الاثنين 9 مايو۲۰۲۲ وتوفيت المريضة في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا من نفس اليوم.. ومن المعلوم بأن الحساسية المفرطة لمادة الفلوريسين تحدث حسب الاحصائيات العالمية بنسبة 1: ۲۵۰،۰۰۰ حالة وقد تؤدي إلى الوفاة.
ويتم اجراء يوميا بالمستشفى الوطني للعيون أكثر من 40 حالة فحص بأشعة الفلوريسين للشبكية على مدار أكثر من عشرون عاما.