رئيس التحرير
عصام كامل

"سيدنا رمضان".. في المغرب يستقبلونه بالزغاريد و"النفار"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"سيدنا رمضان" هكذا يطلقون على الشهر الكريم في المغرب، ويبدأ الاحتفال بالشهر الكريم بتزيين المحال بالزينات الرمضانية، كما تغلق جميع المقاهي والمطاعم أثناء النهار حيث يعاقب القانون المغربي من يجهر بإفطاره علانية.


وفي مدينة فاس المغربية كانت النساء تجتمع في سطوح منازلها في انتظار رؤية هلال الأول من رمضان لتطلق الزغاريد فرحا بقدومه، وكذلك يعلن عن قدوم الشهر الكريم "النفار" وهو شخص يحمل مزمارا طويلا ينفخ فيه سبع نفخات إما في صومعة المسجد أو متجولا في الأزقة العتيقة للمدينة معلنا عن قدوم "سيدنا رمضان".

ويبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ويستعدون له بالصيام في شهر شعبان، كما يعدون بعض أنواع الحلويات الأكثر استهلاكًا على موائد الإفطار.

وبمجرد أن يقترب الشهر يبدأ أهل المغرب بالتهنئة قائلين "عواشر مبروكة" والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني (أيام مباركة)، حيث إنه ينقسم الشهر عندهم عواشر ثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

وهناك تقليد أصبح سائدا في المغرب منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان الملك الراحل الحسن الثاني يقيم "الدروس الحسينية الرمضانية" خلال أيام الصوم، يحضرها علماء وفقهاء من جميع أرجاء العالم العربي والإسلامي، تختار نخبة منهم لإلقاء دروس أمام الملك في القصر بالرباط، يحضره كبار رجال الدولة ووزراء الحكومة ومسئولو الجيش والأمن.

وقد حافظ الملك محمد السادس على نفس التقليد والتسمية وهذه الدروس ينقلها التليفزيون المغربي، ويعتلي الكرسي الكبير عالم من علماء العالم الإسلامي، ويحاضر فيها مجالسة مع الملك محمد السادس مباشرة.

‏ومن العادات المميزة أيضا أن يخرج الشباب إلى ممارسة الرياضة بين العصر والمغرب، بل يشاركهم العجائز والأطفال أيضا.

وهناك أطباق خاصة بالشهر الكريم وهي "سلو" و"الشباكية" و"البريوات" و"الفقاص" و"كعب غزال"، أما المشروب المفضل فهو الشاي بالنعناع والشاي الأخضر المضاف إليه القرنفل، بالإضافة إلى بعض المشروبات الباردة التي يدخل في إعدادها الأعشاب الطبيعية المفيدة للجهاز الهضمي أثناء النهار.

وتهتم ربة البيت المغربية إلى حد كبير بزينة البيت وتجهيزه لاستقبال الضيوف من الأهل والجيران، حيث تزدان أركان المنزل بالزهور الطبيعية والأعشاب الخضراء، ويقوم الأب أو كبير العائلة بشراء مجموعة كبيرة من المسابح ويهديها للأطفال الصغار.‏

‏ وفيما يتعلق بالإفطار المغربي فإن (الحريرة) تأتي في المقدمة، بل إنها علامة على رمضان، ولذلك فإنهم يعدونها الأكلة الرئيسة على مائدة الإفطار يوميا، وهي عبارة عن مزيج لعدد من الخضار والتوابل تقدم في آنية تقليدية تسمى "الزلايف"؛ ويُضاف إلى ذلك التمر والحليب والبيض، وللحلوى الرمضانية حضور مهم في المائدة المغربية، فهناك (الشباكية) و(البغرير) و(السفوف)، والكيكس والملوزة والكعب، والكيك بالفلو وحلوى التمر.

وترتدي الفتيات دون سن البلوغ فستان يسمى "تكشيطة"، وهو رداء نسائي تقليدي مغربي، كما تكسو أيديهن نقوش الحناء وتمتلئ شنطهن الصغيرة بالتمر والجوز والمكسرات.

ومن العادات التي اشتهر بها المغاربة في شهر رمضان عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في يوم من أيام رمضان، ولا سيما في السابع والعشرين منه، ويعد الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية، وبعض الأسر، وخاصة القاطنة في شمال المغرب تلزم الطفل بأكل حبة تمر على السلم الخشبي.

واختيار المغاربة للسلم دليل على الرقي والسمو، فالطفل الصائم عندما يتناول اللقيمات الأولى له في أول أيام صيامه يسمو بنفسه إلى درجات روحية عالية تقربه من الخالق، وينتقل بنفسه من بعدها الأرضي إلى البعد السماوي.

ومع اقتراب انقضاء الشهر الكريم يردد المغاربة كلمة "ذهب الحبيب".
الجريدة الرسمية