وزير الخارجية الأمريكي يتهم بوتين بتحريف التاريخ
اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "تحريف التاريخ"، وذلك في إشارة إلى إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال بلينكن في واشنطن اليوم السبت: "يحاول الرئيس بوتين تحريف التاريخ من أجل تبرير حربه الوحشية التي لم يكن لها داعٍ على أوكرانيا".
وأضاف بلينكن أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والشعب الأوكراني "يدافعون بشجاعة عن بلادهم وديمقراطيتهم والمستقبل المشروع لأوكرانيا"، في أوروبا "الحرة والمسالمة".
وأعرب بلينكن عن اعتقاده بأن هناك "واجبًا مقدسًا" حيال من لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن هذا الواجب يعني "قول الحقيقة عن الماضي ودعم كل هؤلاء الذين يدافعون عن الحرية في زماننا".
وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه "مع اندلاع الحرب في أوروبا من جديد، يجب زيادة التصميم على التصدي لهؤلاء الذين يحاولون الآن التلاعب بالذاكرة التاريخية".
ويجري في الثامن من مايو من كل عام (الذي يوافق غدا الأحد) إحياء ذكرى الاستسلام غير المشروط للجيش الألماني النازي في مثل هذا اليوم من عام 1945 إيذانًا بنهاية الحرب العالمية الثانية.
غير أن روسيا تحتفل بهذه المناسبة وانتصار الاتحاد السوفيتي السابق على ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر في التاسع من نفس الشهر كل عام (الموافق بعد غد الاثنين) وذلك بإقامة استعراض عسكري.
ومن المتوقع أن يدلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه المناسبة بتصريحات عن الوجهة اللاحقة للحرب الروسية في أوكرانيا.
تكلفة الحرب
ذكرت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا تكلف روسيا ما يقرب من 900 مليون دولار يوميًا، باستثناء الخسائر الناجمة عن العقوبات الاقتصادية.
ونقل تقرير المجلة عن رئيس نشرة ”التقارير العسكرية للقوات الخاصة“ في واشنطن، شون سبونتس، قوله إن هناك عدة عوامل تؤدي إلى هذا الثمن الباهظ، بما في ذلك دفع رواتب الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، وتزويدهم بالذخائر والرصاص والصواريخ، وتكلفة إصلاح المعدات العسكرية المفقودة أو التالفة.
وقال سبونتس: ”يجب على روسيا أيضًا أن تدفع مقابل آلاف الأسلحة المهمة وصواريخ كروز التي تم إطلاقها خلال الحرب، والتي يبلغ ثمن كل واحدة منها حوالي 1.5 مليون دولار“.
وأوضح أن تلك التقديرات لا تأخذ في الاعتبار مقدار الخسائر المالية التي ربما تكون روسيا قد تكبدتها بسبب العقوبات الاقتصادية الشديدة المفروضة عليها بعد شن الغزو.
ولفتت المجلة إلى أن الكثيرين اعتقدوا أن روسيا ستنتصر على أوكرانيا بسرعة بعد فترة وجيزة من الغزو، الذي بدأ، أواخر فبراير الماضي، بالنظر إلى تفوقها العسكري الساحق، إلا أنها لم تحقق نجاحًا عسكريًا كبيرًا حتى هذه اللحظة.
وأشار السكرتير الصحفي للبنتاجون، جون كيربي، إلى أن كل خطوة تقوم بها القوات الروسية قوبلت بمقاومة شديدة من الأوكرانيين.
وقال كيربي: ”كل ما يمكنني قوله هو أن الروس لم يحرزوا ذلك النوع من التقدم في دونباس والجنوب الذي نعتقد أنهم يريدون تحقيقه.. نعتقد أنهم تأخروا عن الموعد المحدد“.
وتأتي تلك الاخفاقات بتكلفة كبيرة بالنسبة لروسيا من الناحية المالية، ومن حيث الخسائر في الأرواح، على الرغم من أن الكرملين كان مترددًا في الكشف عن أرقام الخسائر العسكرية.
وبحسب ”نيوزويك“، كشفت دراسة صدرت بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”العملية العسكرية الخاصة“ أن الخسائر المباشرة من الحرب كلفت روسيا حوالي 7 مليارات دولار.
ولفتت إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا نتيجة الغزو كان لها آثار مدمرة على البلاد، ومن المرجح أن يشعر بها المواطنون الروس لعقود قادمة، مضيفة أن الاقتصاد الروسي قد ينكمش لمستواه قبل 30 عامًا مع انهيار الروبل الروسي.
وبحسب تقديرات معهد التمويل الدولي في واشنطن، من المرجح أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 15% العام الجاري.