روسيا تتعهد بنشر وثائق تكشف تورط بريطانيا في "مسرحية بوتشا"
مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ73، اليوم السبت، اتخذت السجالات الروسية - الغربية حول الأحداث الدموية التي وقعت في بلدة بوتشا، بالقرب من العاصمة الأوكرانية، منحى جديدًا بعد بروز تلميحات إلى دور لعبته الاستخبارات البريطانية فيما وُصف بـ"فبركة" صور بهدف "الترويج لوقوع جريمة حرب"، وتعهد الكرملين بنشر وثائق تؤكد وجهة النظر الروسية.
وبالتزامن مع تصاعد الجدل في الغرب حول تأسيس آلية لتوثيق ما يوصف بأنه "جرائم حرب" ارتكبت في أوكرانيا، ووضع معايير للتحقيق فيها، سرَّبت موسكو، أمس، معطيات قالت وسائل إعلام حكومية إن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو سلَّمها إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد تفجر الجدل حول هذه المسألة.
وتشير المعطيات، بحسب ما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط"، التي قيل إن الأجهزة الخاصة البيلاروسية رصدتها وسلمت وثائق بشأنها إلى الجانب الروسي، وتشتمل على تسجيلات لمواطنين بريطانيين قاموا بعمليات تصوير "مفبركة"، وبثوا الصور في وقت لاحق على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف توجيه اتهامات ضد العسكريين الروس بارتكاب فظائع حرب.
وسُئل الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن هذا الموضوع، وما إذا كان قد طرح للنقاش بالتفصيل خلال المحادثات الأخيرة التي جرت بين بوتين ولوكاشينكو، فأجاب بأن "الملف كان بالطبع حاضرًا، لقد تطرق الزعيمان إليه"، وتعهد بنشر "معلومات بشأن المتورطين في أحداث بوتشا الأوكرانية".
وزاد بيسكوف: "هذا أمر معروف جيدًا، وسوف تظهر تفاصيل كافية، حول (ما تم ترويجه) خيال مطلق، ومشاهد تمثيلية محبوكة".
ووصف الرئيس الروسي، التقارير التي صدرت بشأن مقتل مدنيين في قرية بوتشا بـ"المزيفة"، وقال قبل يومين في مؤتمر صحفي إن لوكاشينكو قد سلمه وثائق حول هذا الحادث، وزاد أن هذه الوثائق "تم تسليمها إلى جهاز الأمن الفيدرالي، وتتضمن معلومات حول من قام بتنظيم هذا الاستفزاز وكيف جرت الأمور ووسائل النقل التي استخدمت للتنفيذ".
في السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إنها استدعت ديبوراه برونرت سفيرة بريطانيا في روسيا، واحتجت بشدة على عقوبات بريطانيا الجديدة على وسائل إعلام روسية.
وقالت الوزارة في بيان: إن روسيا ستواصل ردود الفعل "القاسية والحازمة" على جميع العقوبات التي فرضتها لندن.
وفرضت بريطانيا عقوبات على صحفيين وعلى مؤسسات إعلامية في وقت سابق من مايو، في أحدث حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى زيادة الضغط على موسكو.