أصل تسمية الستة أيام البيض من شوال وهل يعاقب تارك الصيام فيها؟
بعد انتهاء شهر رمضان وقدوم شهر شوال، شرع الله صيام ستة أيام من شوال يقال عنها الستة أيام البيض فهل يعاقب تاركها أم يجب قضاؤها وهل تصام متفرقة أم متصلة؟
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق:
الأيام البيض موجودة ثلاثة في كل شهر قمرى وهى الأيام التي يكون فيها القمر موجودا من اول الليل الى آخره 13 و14 و15 وسميت بيضا لابيضاضها ليلا بالقمر ونهارا بالشمس وقد شرع الله صيام هذه الأيام وجعله صياما مندوبا ومستحبا، أما تسمية الستة أيام من شوال بالأيام البيض فهى تسمية غير صحيحة وبصرف النظر عن التسمية فإن صيامها مندوب مستحب وليس واجبا.
وورد فى ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر”.. رواه مسلم، وجاء فى فضلها حديث رواه الطبرانى: "من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
من الأفضل تتابعها
وأضاف صقر أن هذا الفضل لمن يصومها فى شوال، سواء كان الصيام فى أوله أو فى وسطه أو فى آخره.. وسواء أكانت الأيام متصلة أم متفرقة وإن كان الأفضل أن تكون فى أول الشهر ومتتابعة وهى تفوت بفوات شوال.
وكثير من السيدات يحرصن على صيامها سواء كان عليهن قضاء من رمضان أم لم يكن عليهن قضاء.. وهذا أمر مستحب كما قرره جمهور الفقهاء، ولكن ليس مفروضا عليهن فهو مندوب ولا عقوبة فى تركه.والحكمة من صيام ست من شوال بعد الصيام الطويل فى شهر رمضان هى عدم انتقال الصائم فجأة من الصيام بما فيه من الإمساك المادى والجسدى إلى الانطلاق والتحرر فى تناول كل ما لذ وطاب متى شاء؛ لأن هذا الانتقال الفجائى له عواقبه الجسمية والنفسية.
ويقول الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق: صيام ستة أيام من شوال له أجر عظيم ويثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها وكما قال رسول الله هي كصيام الدهر ولا فرق بين أن يكون الصيام أوله أم أوسطه أم آخره، وسواء أكانت متصلة أم متفرقة، وإن كان الأفضل أن تكون متصلة من أول الشهر عقب يوم العيد..أما من فاتها فليس عليه قضاء ولا إثم عليه.
الصيام مع القضاء
كما يمكن لمن عليه قضاء من رمضان أن يصوم هذه الأيام الستة من شوال بنية القضاء فتكفى عن القضاء ويحصل له ثواب الستة البيض في الوقت نفسه إذا كانت نيته ذلك.