رفع أسعار الفائدة الأمريكية يهدد الاستثمارات.. وخبراء يتوقعون تراجع البورصات وتأثير محدود على المعدن الأصفر
أثار قرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة، اليوم الأربعاء، حالة من الجدل في الأوساط التجارية وفي مجتمع الأعمال.
رجال الأعمال
حيث توقع حسن الشافعي، عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن تقوم الدولة برفع سعر الفائدة الفترة المقبلة وتحذو حذو الفيدرالي الأمريكي.
وأوضح عضو الجمعية في تصريحات خاصة، أن تخفيض الفائدة الأفضل لتشجيع الاستثمار لصالح المستثمرين المحليين، مطالبا بمحاولة النزول بسعر الفائدة إلى ٥ و٨% للمشروعات الصناعية والزراعية وطالب بضرورة وجود حزمة متكاملة من التسهيلات لتشجيع الاستثمار الفترة المقبلة.
ارتفاع الذهب
وارتفعت أسعار الذهب نحو ١٠ جنيهات في التعاملات المسائية داخل الأسواق فور صدور القرار.
ومن جانبه قال ناجي فرج باق، عضو شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع أسعار الفائدة أمر متوقع ولن يكون له تأثير كبير على تحركات الذهب.
وتابع عضو شعبة الذهب في تصريحات خاصة، أن الأسعار تميل إلى الاستقرار لحد كبير في الأسواق المحلية.
ولفت إلى أن الاستثمار في الذهب والإقبال على عمليات الشراء مستمرة ولن تتأثر برفع سعر الفائدة الأمريكية.
خبراء سوق المال
وأكدت خبيرة أسواق المال عصمت ياسين، أنه لازال الاستثمار في الملاذ الآمن (الذهب) هو الأفضل تحوطا من تقلبات الظروف الجيوسياسية، حيث ما لبث أن تباطأ الحديث حول جائحة كورونا، إلا وظهرت في الأفق توابعها وأهمها التضخم العالمى الناتج عن الركود خلال الحظر في مختلف دول العالم لتعود المصانع للعمل ولكن سلاسل الامداد لم تفي بمتطلبات الدول ليظهر ارتفاع فى معدلات التضخم الناتج عن نقص المعروض أمام ارتفاع الطلب وارتفاع السعر بالتبعية.
وكانت أنظار العالم تترقب اجتماعات الفيدرالى الامريكى الذى أخذ عاتقه سياسة تشددية لرفع الفائدة، حيث أنه كان من المتوقع رفع الفيدرالى الأمريكى للفائدة خلال الربع الثانى وهو ما حدث مساء اليوم، ومن المتوقع أن نشهد معها متتالية لرفع الفائدة فى اغلب البنوك المركزية حول العالم، كاجراء تحوطي وكبح جماح التضخم الدخيل على المنطقة، ليتداخل مع تلك العوامل الحرب الروسية الأوكرانية، وبالرغم من انهم اكبر دولتين مصدرتين للقمح لرخص سعره وقرب مسافة الحركة التجارية، الا ان العالم كان فى وجه نقص في الغذاء بشكل مخيف.
واضافت انه بالنظر للأداء للاقتصادى المحلى، نجد ان سوق الاوراق المالية قد استبق خصم تلك العوامل السلبية المؤثرة لندخل فى حركة تصحيحية اختبرنا بها مستويات دعم رئيسية، دفعت باقتناص الفرص الاستثمارية بشكل مباشر عن طريق الاستحواذ على حصص غير حاكمة فى مختلف القطاعات، من اهمها المملكة العربية السعودية ممثلة فى الصندوق السعودى السيادى، يليه الامارات العربية فى قطاعات متنوعة، وايضا قطر، جاءت تلك المبادرات بشكل متتابع مع اعلان المركزى المصرى عن رفع الفائدة بنسبة 1% خلال الاجتماع الاخير مع تحريك لسعر العملة المحلية امام سلة العملات، لتيسيير حركة التجارة البينية ودخول استثمارات جديدة داخل سوق الاوراق المالية،
واشارت الى انه مع تدشين شهادة استثمارية بالبنك الأهلى وبنك مصر بعائد 18% والتى سحبت من السيولة الكثير بالرغم من تحويل معظم الأوعية الادخارية داخل البنوك لهذا الوعاء، إلا أن صدى هذا الاستثمار من المتوقع أن يؤثر بالإيجاب على حركة التداول بسوق الأوراق المالية والتى تتنوع بمختلف قطاعاتها من استثمارات قصيرة المدى، واستثمارات طويلة المدى، واستثمارات تحوطية.
كما ان سوق العقارات مع مبادرات التمويل العقارى أضحت عروضها كثيرة ومتنوعة لمختلف الفئات والتي سيرتفع سعر وحداتها مع ارتفاع الاسعار، لنشهد فقاعة قوية داخل هذا القطاع الذى تشير معظم التوقعات لتهدئة وشيكة به،
وبالنظر للاستثمارات الواردة لمصر فى قطاع البتروكيماويات، والأغذية، والرعاية الصحية نجد ان تلك القطاعات تستحوذ على نشاط معظم الاستثمارات
وتابعت ان رفع الفائدة جاء مع استمرار مؤشرات النمو فى الانكماش مع استمرار المبادارت التحفيزية للاستثمار وكبح جماح التضخم المتواصل ارتفاعه خلال القراءات الاخيرة، مع ارتفاع كبير لأسعار السلع الاستراتيجية.
قرار رفع الفائدة
وأعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساء اليوم الأربعاء رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نصف نقطة مئوية.
وكانت قد بعثت وزارة الخزانة الأمريكية بآخر رسائلها قبيل القرار حول أسعار الفائدة اليوم الأربعاء.
ولفتت الخزانة الأمريكية إلي أن واشنطن تثق في أن الدولار الأمريكي يمتلك مكانة تؤهله للحفاظ على قوته، بينما لا تخشى من روسيا التي لا يزال بالإمكان معاقبتها وإضعافها.
قوة الدولار الأمريكي
من جهتها قالت يلين، إن عوامل أساسية جيدة تدعم قوة الدولار الأمريكي، وبعض الزيادة في قيمة الدولار ترجع إلى ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية.
وشددت على أن الولايات المتحدة مستعدة للرد بقوة على التخفيضات المتعمدة في قيم العملات، وأن لديها القدرة على فرض عقوبات قوية لأن الدولار يستخدم على نطاق واسع كعملة للاحتياطي.
وقالت يلين إن قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على البنك المركزي الروسي لم يتم اتخاذه بسهولة، والعقوبات لقيت دعما من ائتلاف واسع.
وأضافت يلين أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيحتاج إلى أن يكون "حاذقا" و"محظوظا أيضا" لقيادة الاقتصاد إلى تفادي ركود بينما يكافح البنك المركزي تضخما عند مستوى مرتفع جدا.
ولفتت إلى أن لديها ثقة كبيرة في القوة الحالية للاقتصاد الأمريكي، لكن التضخم الذي هو حاليا عند أعلى مستوى في أربعة عقود، يمثل مشكلة ودفعه للانخفاض هو الوظيفة الأساسية لمجلس الاحتياطي الاتحادي.
ومن ناحية أخرى أعلنت إدارة معلومات الطاقة ان مخزون الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي يهبط 3.1 مليون برميل
اتسع العجز التجاري للولايات المتحدة إلى مستوى قياسي في مارس بعد ارتفاع الواردات لاعتماد الشركات على المنتجين الأجانب لتلبية الطلب المحلي القوي.
اتساع العجز التجاري
وأظهرت بيانات وزارة التجارة اليوم الأربعاء، أن الفجوة في تجارة السلع والخدمات ارتفعت 22.3% إلى 109.8 مليار دولار.
وقالت وكالة بلومبرج، إن اتساع العجز التجاري في الربع الأول يفسر إلى حد كبير أسوأ أداء للاقتصاد منذ التعافي من الجائحة، حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي بـ 1.4% على أساس سنوي.
وأضافت أنه سيصعب تقليص العجز التجاري قريبًا، حيث أن الطلب الأمريكي يتجاوز النشاط الاقتصادي في العديد من الدول الأخرى.
وارتفعت واردات السلع والخدمات 10.3% في مارس إلى 351.5 مليار دولار، والصادرات 5.6% إلى 241.7 مليار دولار. ويمثل كل منهما مستوى قياسيًا.