ناسا ترسل شبحين إلى القمر لدراسة مخاطر الإشعاع على رائدات الفضاء
قررت وكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“ دراسة مخاطر الإشعاع الفضائي على رائدات الفضاء الإناث. ومن أجل تحقيق ذلك أعلنت أنها بصدد إرسال جسدين اصطناعيين أنثويين وصفتهما بـ ”الشبح“ إلى القمر.
وسترسل ”ناسا“ التمثالين اللذين أطلقت عليهما اسمي ”هيلجا“ و”زوهار“، على متن مركبة ”أوريون“ الفضائية من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا في أغسطس المقبل.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، فإن ”هيلجا“ و“زوهار“ لديهما ”مواد مكافئة للأنسجة ذات الكثافة المتغيرة“ تحاكي نسب جسم المرأة، بما في ذلك العظام والأنسجة الرخوة.
المناطق حساسية للإشعاع
وذكر التقرير أنه تم تركيب أجهزة الاستشعار في أكثر المناطق حساسية للإشعاع من جسمي التمثالين، وهي الصدر والمعدة والرحم ونخاع العظام، لافتًا إلى أن المرأتين ”الشبحين“ ستكونان ضمن مهمة ”أوريون“ الأولى حول القمر، وستصلان إلى أبعد مما طار به أي إنسان من قبل“.
وسيتم إطلاق ”هيلجا“ و”زوهار“ على Artemis I، اختبار الطيران غير المأهول التابع لوكالة ”ناسا“ لصاروخ نظام الإطلاق الفضائي (SLS) ومركبة ”أوريون“ الفضائية، من مركز كينيدي للفضاء.
وستكون مهمة Artemis I التي عانت من التأخير، والتي قد تستمر حتى ستة أسابيع، بمثابة اختبار لخطة وكالة ”ناسا“ لإرسال أول امرأة إلى القمر في عام 2025.
وذكر التقرير أنه تم تصميم تجربة Matroshka AstroRad للإشعاع (MARE) من قبل معهد DLR لطب الفضاء في كولونيا بألمانيا، وذكر المعهد أنه سلم الجسدين الاصطناعيين إلى مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا لتركيبهما.
وقال توماس بيرجر رئيس مجموعة الفيزياء الحيوية في قسم البيولوجيا الإشعاعية بمعهد DLR لطب الفضاء: ”نحن نتطلع لمعرفة كيف تؤثر مستويات الإشعاع بالضبط على رائدات الفضاء خلال الرحلة بأكملها إلى القمر، وما هي الإجراءات الوقائية التي قد تساعد في مواجهة ذلك“.
وأضاف: ”على مدار الأشهر القليلة الماضية في مواقع DLR في كولونيا وبريمن، كنا ندرس (الشبحين) هيلجا وزوهار، بدقة، بما في ذلك إجراء اختبارات لتحديد آثار الاهتزازات التي سيتعرضان لها أثناء إطلاق المهمة الفضائية“، منوهًا إلى أن ”الهدف هو ضمان أن كل شيء يسير بسلاسة لاحقًا في مركز كينيدي للفضاء“.
الغلاف الجوي للأرض
وعندما يغادر رواد الفضاء الغلاف الجوي للأرض، فإنهم يتعرضون للطيف الكامل للإشعاع الموجود في الفضاء.
وطار ما مجموعه 75 امرأة في الفضاء، لكن الطيران إلى القمر سيعرضهن لأنواع مختلفة من الإشعاع أكثر من مجرد الذهاب إلى مدار حول الأرض أو إلى محطة الفضاء الدولية (ISS).
ولا يمتلك القمر غلافًا جويًا كثيفًا أو مجالًا مغناطيسيًا مثل الأرض، لذلك لا يتمتع بالحماية من التعرض للإشعاع، وتقع محطة الفضاء الدولية في مدار أرضي منخفض، لذا فهي تقع ضمن الحاجز الوقائي للأرض.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2020، سيتعرض رواد الفضاء على القمر لإشعاع أعلى بمقدار 2.6 مرة مما يتعرضون له على متن محطة الفضاء الدولية.