الفريق السيسي
التاريخ يصنع الأبطال والأبطال يذكرهم التاريخ ونحن أمام بطل لم يحقق بطولته في حرب من الحروب إلا أنه قد حقق ما لم يحققه أحد مثله إذ احتفظ في أكثر الأزمات في تاريخنا الحديث بالقيمة الكبرى وحفظ شعب مصر من الدخول في دوامة الانهيار..إننا أمام نموذج قد تم اختياره ليكون ولاؤه لسياسات الحكومة إلا أن المواقف أثبتت أن ولاءه للشعب أولا وأخيرا.
إن هذه الأمثلة المشرفة من أبناء مصر الذين يستحقون أن تخلد أسماؤهم لتبقى نبراسا لكل الأجيال القادمة وتدرس لهم كيف كان هنا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وحافظوا على وحدة الأمة وعلى الأرواح والدماء من شرور الفتن.
لا يريد هذا الرجل مجدا شخصيا ولكنه تعالى بنفسه عن كل أنواع المجد الذي يريده الإنسان ليعلي مصلحة الوطن على كل المصالح الأخرى وينقذ بلدا كانت تتهاوى سفينته ما بين الغرق أو الاصطدام وهذا ما كنا نتوقعه منه إذ تعالت أصوات الاستغاثة به كملاذ أخير.. استغاث به الشعب ليتولى زمام الأمور وتغيير الدفة نحو الطريق بعدما أوشكنا جميعا على الغرق.
لا تكفي الكلمات أن تعبر عما تحتويه صدور المصريين تجاه هذا البطل الإنسان ومشاعر الحب التي تسمو من كل قلب تقدر ما فعل هذا الرجل من أجل مصر وأثبت فيها أنه على أعلى مستويات المسئولية والقيادة التي تحترم ويقدم لها كل التحية.
مهما وصف البعض ما حدث بالانقلاب العسكري لينال من قيمه وأهمية ما حدث إلا أن التاريخ لا يكذب وهو أيضا لا يتجمل فسيكتب أن 33 مليون مصري قد نزلوا إلى الشوارع يرفضون حكما فاشلا أضاع البلاد وسار بها في درب مهجور بقياده لا تصلح ولا تعرف شيئا إلا أنها تعرف فقط أن هذا المنصب تشريف وليس تكليفا.
لم يكن يغفر التاريخ أيضا أن تركت قواتنا المسلحة هذا الانهيار دون أن تتخذ موقفا قويا صريحا ينأى بالبلاد عن طريق الانهيار وينقذ مصر من الجوع والألم والحرب الأهلية المقيتة.
إننا أمام نموذج فريد من البشر لا ينسى وما فعله لن ننساه وسنظل نتذكر صورته وكلماته التي لا تنسى أيضا.
حماك الله ورعاك إنسانا جديرا بالثقة والتقدير والاحترام ممن عرفوك وممن سمعوا عنك وممن من سيقرءون عنك في المستقبل.