عالم أزهري: الزهد لا يعني أني أمشي مقشف.. وأبو بكر وابن عفان كانوا مليارديرات | فيديو
تحدث الشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء الأزهر الشريف، في برنامج "إني قريب"، عن المعنى الحقيقي للورع والزهد في الإسلام خلال حلقة تحمل اسم "الورع"، قائلا: "الزهد لا يعني أن أسير مقشف واللي شايف الشيخ لابس جلابية ماركة أو ساعة يقولك شفت آدي اللي بيتكلم في الزهد؟.. أنت لا تفهم في الدين، فالزهد يعني أن أرتدي أفخم الثياب ومن الساعات أفخم الماركات وأسكن القصور ولكن تظل الدنيا في يدي وليست في قلبي"، مشيرا إلى أن الزاهد رغم كل ذلك لا يتكبر على غيره ويسير سير الفخور.
وتابع أبو بكر خلال البرنامج: "اللي قال لك إن الزهد إنك تسير مقشف وغير نظيف لا يفهم دينه، فمن ضمن العشرة المبشرين بالجنة من رؤوس الأموال وكان عثمان بن عفان وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب كان منهم الملياردير والمليونير ولكنهم كانوا زاهدين".
والزهد مقام شريف ينصرف فيه المسلم عن التعلق بالدنيا وشهواتها وملذاتها الى العمل للدار الاخرة وهناك اناس تعيش زاهدة فيكثر همهم وحزنهم في دنياهم.
فما هو مفهوم الزهد وأهميته؟
ويجيب الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندى فيقول: الزهد ضد الرغبة والحرص على الدنيا ن والزهد بمفهومه العام القلة في كل شيء، فالعطاء الزهيد هو العطاء القليل، وقد عرف العلماء أن الزاهد هو المعرض عن متاع الدنيا.، فقال ابن القيم: الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليدين منها، وقال أيضا: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول (الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة ).
وبهذا فإن الزهد في الحياة رغبة في الآخرة لأنها خير وأبقى، ولا يسمى الانصراف عن الشيء زهدا فيه إلا إذا كان هذا الشئ مرغوبا فيه بوجه من الوجوه.
أما الأمور التي تعين على الزهد وترغب فيه وتدعو له بل تدفع النفوس السليمة نحوه ومن هذه الأمور: أولا: العلم بأن الدنيا ظل زائل وأنها ليست دار بقاء للعبد بل مصيرها الى الفناء، وقد أحسن من شبه الدنيا بالثلج الذي يذوب وشبه الآخرة بالدار الذي يبقى، فمن عرف أن الدنيا تذوب والآخرة تبقى قويت في نفسه الرغبة في بيع مايزول لشراء ما لا يزول.
الحياة الأخرى
ثانيا: ومما يعين العبد على الزهد ويرغب نفسه فيه علمه بأن بعد الحياة الدنيا حياة أخرى هي أعظم منها قدرا وأعلى شأنا وأرفع مكانة وهي الحياة الأخرة فيكون زهده في الدنيا رغبة فيما وراءها وطمعا فيما يكون بعدها.
ثالثا ومما يعين العبد على الزهد في الدنيا ويرغبه فيه ثقته بأن الزهد في الدنيا لا يمنع رزقا ولا يعطل خيرا، كما أن الرغبة في الدنيا لا يجلب إلا ما قدره الله لعبده فمن وثق بذلك أيقن أن رزقه آت لا محالة، وان ماقدر سوف يكون وقد جاء في الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه،، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الاخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة.
أما أهمية الزهد، فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزهد في الدنيا سبيلا موصلا إلى حب الله، فعن سهل بن سعد الساعدى قال: آتى النبي رجلا فقال: يارسول الله دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، أزهد فيما في أيدي الناس يحبوك.
درجات الزهد
وللزهد درجات: الأولى أن يكون المرء مشتهيا شيء من الدنيا لكنه يجاهد نفسه ومثل هذا يسمى متزهدا.. وهو مبدأ الزهد.، ثانيا: إلا يكون الإنسان مشتهيا فلا يكلف نفسه ولكنه يرى زهده فيعجب به، ويرى أنه قد ترك شيئا له قدر لما هو أعظم منه قدرا وشأنا.
والثالثة: وهي الدرجة العليا والمكانة السامية الجديرة بالمدح والثناء على صاحبها والمتصف بها، وهى درجة من يزهد في الدنيا ولا يتعلق قلبه بشيء من زينتها طوعا واختيارا ثم يزهد في زهده فلا يرى انه ترك شيئا لأنه عرف أن الدنيا ليست بشيء وأن الآخرة هي كل شيء.