اتصدم يوم الفرح.. واقعة غريبة وراء أغنية "كان عهدي عهدك في الهوى" لعبد الوهاب
عن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ـ رحل في مثل هذا اليوم 1991 ـ كتبت أستاذة الموسيقى الدكتورة رتيبة الحفني كتابا عن الفنان محمد عبد الوهاب قالت فيه: يوم أن كان الموسيقار محمد عبد الوهاب عائدا من الإسكندرية وكان القطار في محطة بنها إذا به يسمع نبأ وفاة أمير الشعراء أحمد شوقى، نزل من القطار في القاهرة وتوجه مباشرة إلى الكرمة ـ بيت أحمد شوقي ـ فوجد الدنيا زحاما وسراق العزاء منصوبا داخل البيت.
وما كاد يخطو خطوات حتى وجد نفسه أمامها هي قريبة لشوقي شغف بحبها حبا مجنونا لكنهما لم يتكلما أبدا إلا عبر نظرات متفرقات، فلم يجرؤ يوما أن يجلس بجوارها أو يلمس يدها ولو للسلام..كانت هيبة أسرة شوقي تقف بينهما، كان شوقي بالنسبة لها ملكا فكيف يمكن أن يخطر ببال أحد الزواج من الملك.
مفارقة مدهشة
ما أن رأته الفتاة يوم وفاة أحمد شوقي رب نعمة عبد الوهاب حتى اندفعت إليه وعانقته وقبلته، فكانت مفاجأة أذهلته، فجعل يتلفت حوله ويرتجف وحاول أن يبتعد عنها لكنها ضمته أكثر وراحت تصيح اتركني أقبلك فقد كان شوقي يحبك، هالته مفارقة أن تكون أول قبلة ممن أحبها قلبه في ذلك اليوم وهي التي عاش شهورا يتمنى منها نظرة رضا.
صدمة العمر
ومرت أيام وفوجئ المطرب محمد عبد الوهاب برئيس الوزراء يدعوه للغناء في عرس ابنه ولسخرية الأقدار كانت العروس هي حبيبته التي تمنى أن تكون زوجته، وكان قلبه يتمزق وهو يحاول أن يتظاهر بالفرح في ليلة مصرعه ويجاهر بالضحك وقلبه يبكي.
في اليوم التالي لجأ عبد الوهاب الى الشاعر سعيد عبده وطلب منه كتابة أغنية حول خيانة العهد فجلسا وكتبا معا أغنية بعنوان " أهون عليك " تقول: أهون عليك تزيد ناري.. ولساني يشكي لك لم ترحم شاكي/ وليه بلحاظك تضحيني.. وانا أبات ليالي باكي / أرى النجوم أناجيها من وجدي
.. وان لاح البدر يواسيني/ رضيت أنا بما ترضاه يا روحي..بس اتعطف وانظر حالى / أخاف تبعت لى طيف خيالك.. يروح ولا يجنيش تاني /كان عهدى عهدك في الهوى..يانعيش سوا يانموت سوا / أحلام وطارت في الهوا..تركت مريضى من غير دوا / ليه ضاع الوفا ليه زاد الأسى.. ليه ضاع الوفا ليه روحى تهون.
الزواج من زبيدة
لم يكن لعبد الوهاب بعد ذلك حيلة من الأمر إلا الزواج من زبيدة الحكيم التي تكبره بعشرين عاما التي رأته في حفل إقامته بعوامتها حضره الوزراء وكبار الشخصيات وأدهشها إعجاب السيدات به إذ كان حزب عبد الوهاب قد تشكل من النساء، وقالت لابد أن أفوز به دونهن، ووجد هو فيها عوضا عن صدر خديجة ومنديل زينب واستمر زواجه بها سنوات طويلة سرا لا يعرفه أحد.