يو إس تودي: سياسة مرسي أحد أسباب تدخل الجيش لعزله
نشرت صحيفة "يو إس تودي" الأمريكية تقريرا عن الجيش المصري ودوره خلال الحقبة الماضية، مشيرة إلى أنه أثقل قوة في البلاد.
وبحسب الصحيفة فإن الجيش المصري لديه تاريخ طويل من التدخل في السياسة ويبقى دور وزير الدفاع واحد من أقوى المواقع في البلاد. لكن محللين يقولون إن الجيش لا يريد أن يحكم مصر ويبدو على وشك التخلي عن بعض من سلطاته إذ انتهى الوضع المضطرب في البلاد.
ونقلت عن طارق رضوان، المدير المساعد للأبحاث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، بواشنطن، " كما ثبت مرارا وتكرارا فإن الجيش ورقة رابحة في نهاية المطاف، وهي أثقل قوة في مصر"، ولكن هذا يعني أنه يريد أن يشارك في العملية السياسية ؟ الإجابة لا".
وأضافت بعد انقلاب 1952 بقيادة مجموعة من ضباط الجيش، لعبت المؤسسة العسكرية دورا بارزا في السياسة لكن السلطة تحولت تدريجيا نحو حكم الفرد الواحد في عهد جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وكل منهم كان ذا خلفية عسكرية، والجيش في الأساس كان هو الضامن لاستقرار النظام".
وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978 سيطر الجيش على شريحة من الاقتصاد، ويمتلك مصانع وشركات تتنافس مع القطاع الخاص، وفي عام 2011، قفز الجيش وخرج من المقعد الخلفي واستعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة السيطرة ثانية على البلاد باعتبارها القوة السياسية الأقوى. وحكم لأكثر من 16 شهرا حتى تم انتخاب محمد مرسي.
وبعد توليه مقاليد السلطة أقال مرسي كبار الجنرالات وعين وزير جديد للدفاع، وهو الجنرال عبد الفتاح السيسي. ولكن الدستور الإسلامي الذي وضع خلال حكم مرسي شمل أيضا امتيازات للمؤسسة العسكرية وحماية مصالحها.
ويقول محللون إن قادة المؤسسة العسكرية لا يريدون أن يديروا الشئون اليومية للبلاد أو تعريض سمعتهم للخطر. في ظل عدم وجود طموحات للحكم بشكل علني لكن الإطاحة بمرسي جاء بسبب التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي.
وقال روبرت سبرنجبورج، الخبير العسكري المصري وأستاذ شئون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري بكاليفورنيا: "عدم الاستقرار الداخلي كان أيضا جزءا من ذلك ولكن أيضا سياسة مرسي الخارجية التي اتسمت بالفوضى".
وأضاف سبرنجبورج: "سعت سياسات مرسي لتوطيد حكم الإخوان المسلمين ولو كانت على حساب مصلحة مصر التي كان يتعرض أمنها القومي للتهديد، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يخاطر الجيش به الذي جاءت " مظاهرات 30 يونيو رمزا واضحا للعالم أن مرسي خسر الشرعية وهو ألأمر الذي مكن الجيش من التحرك".