رئيس التحرير
عصام كامل

رغم فتوى الأزهر.. اختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة | فيديو وصور

اختلاط النساء بالرجال
اختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة

شهدت عدة ساحات صلاة عيد الفترة المبارك منذ قليل، بعدة مناطق بالقاهرة والجيزة اصطفاف النساء بجانب الرجال لأداء صلاة عيد الفطر المبارك.

تأتي صلاة النساء بجوار الرجال، في ظل توضيح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترنية، الحكم الشرعي في صلاة الرجال بجوار النساء في صلاة العيد، وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"؛ حيث أكد المركز أن ذهاب الرجال والنساء إلى مُصلَّى العيد أمرٌ مستحب.

لما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا».

وأشار أن حِرْص الرجال والنساء والأطفال على الخروج لصلاة العيد أمر محمود؛ لما فيه من اجتماعٍ على الخير، وإظهارٍ للفرح بإتمام عبادة الله عز وجل، لكن؛ إذا أقيمت صلاة العيد فينبغي الفصل بين الرجال والنساء، فيصلي الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء.

 

حكم صلاة النساء بجوار الرجال في صلاة العيد 

فلا تقف المرأة عن يمين الرجل ولا عن شماله في الصلاة اتباعًا لسنة سيدنا رسول الله ﷺ؛ فعن أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قال: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا صَلَاةُ -قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: صَلَاةُ أُمَّتِي-». [أخرجه أبو داود]

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ الله ﷺ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ» قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ الله ﷺ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ الله ﷺ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ. [أخرجه البخاري]

وشدد على أن من محاسن الشريعة الإسلامية أنها تصون المجتمع، وتسد أبواب الفتنة، وتقمع داعي الهوى، وتحافظ على الرجال والنساء معًا، وتمنع كُلَّ ما من شأنه أن يخدِش الحياء أو يتنافى مع الذوقِ العام، كما أن في هذا التنظيم والترتيب تعظيمًا لجناب العبادة، واحترامًا للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى.

ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (1)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (1)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (1)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (1)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (2)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (2)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (2)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (2)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (3)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (3)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (4)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (4)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (5)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (5)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (6)
ختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد بالقاهرة والجيزة (6)

كيفية صلاة المرأة في ساحة العيد 

وقد أكد سيدنا النبي ﷺ هذه المعاني، وربى عليها صحابته وأمَّته، فعن أم سلمة رضي الله عنها، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا سَلَّمَ -أي من الصلاة- مَكَثَ قَلِيلًا، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ؛ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ» [أخرجه أبو داود]، أي: لئلا يتزاحم الرجال والنساء عند باب المسجد، وفي الطريق الموصل إليه.

وحينما رأى ﷺ اختلاط الرجال بالنساء في الطريق الموصل إلى المسجد عقب خروجهم منه، وَجَّه أن يسير الرجال في وسط الطريق، وأن تسير النساء على حافتيه، فعَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِلنِّسَاءِ: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ. [أخرجه أبو داود]؛ التزامًا منهن بأمر سيدنا النبي ﷺ، ومبالغةً في طاعته، رضي الله تعالى عنهن. 
واستطلعت دارُ الإفتاءِ المصريةُ، هلالَ شهرِ شوال لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وثلاث وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس يوم السبت التاسعِ والعشرين من شهر رمضان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وثلاث وأربعين هجريًّا، الموافق الثلاثين من شهر أبريل لعام 2022 ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية.

وقد تحقَّقَ لدينا شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدمُ ثبوتِ رؤية هلالِ شهر شوال لعامِ ألفٍ وأربعمائةٍ وثلاث وأربعين هجريًّا بِالعَيْن المجردةِ.

وعلى ذلك أعلنت دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن أمس الأحد الموافق الأول من شهر مايو لعام 2022 ميلاديًّا هو المتمم لشهر رمضان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وثلاث وأربعين هجريًّا، وأن اليوم الإثنين الموافق الثانى من شهر مايو هو أول أيام شهر شوال لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وثلاث وأربعين هجريًّا.

ثم رغَّب ﷺ في تخصيص باب من أبواب مسجده لخروج النساء، فعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ»، قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ، حَتَّى مَاتَ. [أخرجه أبو داود]؛ التزامًا منه بأمر سيدنا رسول الله ﷺ، ومبالغةً في طاعته، رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.

وانتهى المركز إلى القول بأنه لا ينبغي أن تُصلِّي المرأة بجوار الرجل إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلَّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند جمهور الفقهاء، وخروجًا من هذا الخلاف، وحرصًا على صحة الصلاة بالإجماع، ومراعاة للآداب العامة التي دلَّت عليها الشريعة، وحثَّت عليها الفطرة، ووافقها العرف؛ فإننا ننصح بالتزام تعاليم الشرع بترتيب الصفوف، ووقوف كلٍّ في مكانه المحدد له شرعًا.

الجريدة الرسمية