لماذا يجب أن نبادر بصلة الأرحام في كل حين؟.. عالم بالأوقاف يجيب
قال الشيخ محمود الزناتي، من علماء وزارة الأوقاف إن أيام شهر رمضان الكريم تمر سريعا، ومن مزايا هذا الشهر أن الله قد أمرنا بصلة الأرحام فيه، ودعا الملك بذلك قال تعالى “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى”.
وأضاف: قال سيدنا رسول الله في الحديث: إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ” [محمد:22- 23].
وأشار إلى أن الله ربط بين قطع الرحم والإفساد في الأرض قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)، وصلة الأرحام تنجي الإنسان وتقرب المجتمع بعضه بعضا، وتجعل من الترابط بين المسلمين ما ينصلح به حال المسلمين وتطيل العمر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من سره أن يبسط له في رزقه أو أن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه».
وتابع: ربما يقول قائل أنا أصل أرحامي ولا أجد منهم صلة، فيرد علينا رسول الله فيقول: (لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ، وَلكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)، ويجب علينا أن نبادر برسالة ومكالمة لإزالة الضغائن والأحقاد فخلق صلة الأرحام خلق رباني ونبوي خاصة وأن الله يكرمنا بيوم العيد بمغفرة الذنوب وستر العيوب.